قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح، وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن المغيرة بن شعبة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ".
وانظر: بيان الوهم (٤/ ١٧٦/ ١٦٤٥).
قلت: هو حديث ضعيف؛ لأجل اختلاط المسعودي، ويزيد بن هارون وأبو داود الطيالسي: ممن روى عنه بعد الاختلاط [الكواكب النيرات (٣٥)، التقييد والإيضاح (٤٣٠)، شرح علل الترمذي (٢/ ٧٤٧)].
• وللحديث طرق أخرى:
١ - فقد رواه علي بن هاشم بن البريد، وهشيم بن بشير، وسفيان الثوري، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وعبيد الله بن موسى [وهم ثقات]:
عن ابن أبي ليلى، عن الشعبي، قال: صلَّيتُ خلف المغيرة بن شعبة، فقام في الثانية، فسبَّح الناس به فلم يجلس، فلما سلَّم وانفتل، سجد سجدتين وهو جالس، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صنع. لفظ علي بن هاشم، وبنحوه لفظ الثوري وأبى أسامة.
ولفظ هشيم [عند الترمذي]: صلى بنا المغيرة بن شعبة فنهض في الركعتين، فسبح به القوم وسبح بهم، فلما قضى صلاته سلم، ثم سجد سجدتي السهو وهو جالس، ثم حدثهم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعل بهم مثل الذي فعل.
أخرجه الترمذي (٣٦٤)، وأحمد (٤/ ٢٤٨)، وعبد الرزاق (٢/ ٣٠١/ ٣٤٥٢)، وابن أبي شيبة (١/ ٣٩٠/ ٤٤٩٢) (٣/ ٤٥٠/ ٤٥٢٦ - ط. عوامة)، والطبراني في الكبير (٢٠/ ٤١١/ ٩٨٧)، وهلال الحفار في جزئه عن الحسين بن يحيى القطان (٧٧)، والبيهقي (٢/ ٣٤٤)، وابن عبد البر في التمهيد (١٠/ ١٩٨).
خالفهم في متنه؛ عمران بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى:
فقد رواه محمد بن عمران بن أبي ليلى [ثقة]: حدثني أبي، عن ابن أبي ليلى، عن الشعبي، عن المغيرة بن شعبة؛ "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تشهد بعد أن رفع رأسه من سجدتي السهو".
أخرجه الطبراني في الكبير (٢٠/ ٤١٢/ ٩٨٨)، وفي الأوسط (٨/ ١١١/ ٨١٢٤)، والبيهقي (٢/ ٣٥٥).
وهذه رواية منكرة.
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن الشعبي إلا ابن أبي ليلى، تفرد به: ولده عنه".
وقال البيهقي في السنن: "وهذا يتفرد به محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الشعبي، ولا يفرح بما يتفرد به، والله أعلم".
وقال في المعرفة (٢/ ١٧٤): "وهذا يتفرد به ابن أبي ليلى هذا، ولا حجة فيما يتفرد به لسوء حفظه، وكثرة خطئه في الروايات".