أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ٣٩١/ ٤٥٠١)، وأبو زرعة الدمشقي في التاريخ (١/ ٦٣٣ ١٨٣٤)، وابن المنذر (٣/ ٢٨٨/ ١٦٧١).
وهذا موقوف على المغيرة بإسناد كوفي صحيح، رجاله ثقات حفاظ، وهو أثبت إسناد لحديث المغيرة هذا، وعليه: فإن المحفوظ عن المغيرة في هذا: موقوف عليه فعله، ولم يصرح فيه بأنه سجد للسهو بعد السلام، والله أعلم.
• فإن قيل: كلام أبي داود يشعر بأنه قد صح عنه مرفوعًا من هذا الوجه، حيث علقه بقوله:"ورواه أبو عميس، عن ثابت بن عبيد، قال: صلى بنا المغيرة بن شعبة، مثل حديث زياد بن علاقة"؛ يعني: مرفوعًا، وبذكر السجود بعد السلام.
قال ابن حجر في النكت الظراف (٨/ ٤٧١/ ١١٤٨٩ أ - تحفة الأشراف): "وقد وصله أبو علي بن السكن في كتاب السنن له، عن أبي محمد بن أبي حاتم، عن أبيه، عن عمر بن حفص بن غياث، عن أبيه، عن أبي العميس به. وأخرجه ابن أبي عمر في مسنده من وجه آخر عن ثابت بن عبيد".
قلت: فصح بذلك الإسناد إلى أبي العميس، وأبو العميس عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود: كوفي، ثقة، قال ابن المديني:"له نحو أربعين حديثًا"، ووثقه أحمد وابن معين وأبو حاتم وابن سعد، وذكره ابن حبان في الثقات [التهذيب (٣/ ٥١)]؛ لكن رواية مسعر بن كدام عندي هي المحفوظة، ورواية أبي العميس شاذة، ذلك لأن مسعرًا كان من أثبت الناس، حتى قرنه أحمد بشعبة في الثقة، بل إنهم كانوا يلقبونه بالمصحف لحفظه وقلة خطئه، وممن لقبه بذلك شعبة وعبد الله بن داود الخريبي وأبو حاتم وغيرهم، وقد قدمه على الثوري وشعبة: أبو نعيم، وأبو حاتم، وقال أبو حاتم:"مسعر: أتقن من حماد بن زيد"، وسئل عن مسعر بن كدام إذ اختلف الثوري ومسعر؟ فقال:"يحكم لمسعر، فإنه قيل: مسعر مصحف"، ورفعه يحيى بن سعيد القطان على تشدده في الرجال، فقال:"ما رأيت مثل مسعر، كان من أثبت الناس"، وقال الثوري:"كنا إذا اختلفنا في شيء سألنا مسعرًا عنه"، فقد كان ثقة ثبتًا حجةً، واسع الرواية عن أهل بلده [التاريخ الكبير (٨/ ١٣)، الجرح والتعديل (١/ ١٥٤) و (٨/ ٣٦٨)، الثقات (٧/ ٥٠٧)، السير (٧/ ١٦٣)، التهذيب (٤/ ٦٠)]، كما أن حديث مسعر عن ثابت بن عبيد: حديث مشهور، ويغلب على ظني أن حديث أبي العميس عن ثابت: حديث غريب، لا يُعرف إلا من هذا الوجه، ولا شك أن المشهور مقدم على الغريب، كما أن حديث أبي العميس: لم يخرجه موصولًا أحد من أصحاب الصحاح والسنن والمصنفات والمسانيد والمعاجم ودواوين الإسلام، إلا ابن السكن، وهو معروف بتساهله، قال ابن الملقن في البدر المنير (٣/ ٥٢٢): "وهو متساهل في هذا التأليف"، كما أن ابن السكن يصحح أحاديث اتفق الأئمة على إنكارها [انظر: تخريج السنن (٥٥١)]، والله أعلم.
• ورواه محمد بن الحسن المزني، ومروان بن معاوية [وهما ثقتان]: