فقال صاحبي: يا رسول الله! إن لي امرأة فذكر من بذائها وطول لسانها؟ فقال: (طلقها) فقال: إنها ذات صحبة وولد، قال: "مرها، أو: قل لها، فإن يك فيها خير فستقبل، ولا تضربنَّ ظعينتك ضربك أمتك".
قال: فبينا ذاك إذ دفع الراعي الغنم في المراح، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هل ولدت شيئًا"، قال: نعم، قال: "ماذا؟ " قال: سخلة، قال: "فاذبح لنا شاة"، ثم التفت إليَّ فقال: "لا تحسِبن" ولم يقل: لا تحسَبن "أنا إنما ذبحناها من أجلك؛ لنا غنم مائة لا نريد أن تزيد، فإذا ولد للراعي سخلة؛ أمرناه أن يذبح شاة".
والذي يظهر -والله أعلم- أن هذا الاختلاف إنما هو من أبي عاصم نفسه، فإن محمد بن يحيى بن فارس، هو الذهلي، وهو: ثقة حافظ، وعليه فقد انفرد بهذه الزيادة أبو عاصم عن ابن جريج ولم يتابع عليها.
• فقد رواه عن ابن جريج بدونها: يحيى بن سعيد القطان، وحجاج بن محمد، وعبد الرزاق، وخالد بن الحارث، وعثمان بن عمر بن فارس.
• أما رواية القطان: فقد تقدمت.
• وأما رواية حجاج بن محمد المصيصي: فهي بنحو رواية القطان.
أخرجها الحاكم (١/ ١٤٨) و (٢/ ٢٣٢ - ٢٣٣)، وعنه: البيهقي (١/ ٥١).
• وأما رواية عبد الرزاق: فهي بنحو رواية القطان إلا أنه قال: "وإذا استنثرت فأبلغ إلا أن تكون صائمًا"، بدل: "استنشقت".
أخرجها عبد الرزاق في المصنف (١/ ٢٦/ ٨٠)، وعنه: أحمد (٤/ ٣٣)، ومن طريقه: ابن المنذر (١/ ٣٧٦/ ٣٥٧)، والطبراني في الكبير (١٩/ ٢١٥/ ٤٧٩)، وعنه: أبو نعيم في معرفة الصحابة (١٩/ ٢٤٥ - ٢٤٢٠/ ٥٩٢٠)، والخطيب في الموضح (٢/ ٣٨٣).
• وأما رواية خالد بن الحارث: فهي بنحو رواية القطان، إلا أن النسائي اختصرها مقتصرًا منها علي موضع الشاهد عنده.
أخرجها النسائي في الكبري (٤/ ٦٦٩٨/١٦٢).
• وأما رواية عثمان بن عمر:
فأخرجها ابن شبة في أخبار المدينة (٨٩٤).
وأحال لفظه علي لفظ أبي عاصم المتقدم ذكره بدون الزيادة.
وأبو عاصم الضحاك بن مخلد: ثقة ثبت؛ إلا أن في هذه الزيادة التي زادها في حديث ابن جريج: نظر؛ من وجوه:
الأول: أنه قد روى الحديث عن ابن جريج بدونها من هو أثبت منه في ابن جريج، مثل: يحيى بن سعيد القطان، وحجاج بن محمد الأعور المصيصي، وقد قدَّم أحمد: يحيى القطان على أبي عاصم في ابن جريج، وقدَّم ابن معين: حجاج بن محمد على أبي عاصم فيه أيضًا [شرح علل الترمذي (٢/ ٦٨٢)].