للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبي الرجال هذا: قد وثقة الناس، ولولا أن في مقدار ما ذكرتُ من الأخبار بعض النكرة لما ذكرت، وحديث يحيى بن سعيد عن عمرة عن أم هشام: ابن أبي الرجال يرويه عنه يعني: أنه قد تفرد به عنه، ولا يُعرف إلا به، وقد خالفه فيه الناس، لذا عده فيما يستنكر عليه.

هكذا جعل ابن أبي الرجال هذه الواقعة في صلاة الصبح، وخالفه اثنان من الثقات فجعلاها في خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم -، حيث كان يقرأ بها على المنبر، في كل جمعة.

وهكذا رواه جماعة عن أم هشام بنت حارثة، وعليه: فإن هذا وهم من عبد الرحمن بن أبي الرجال، وهو: ليس به بأس، يخطئ في حديث عمرة، والمحفوظ رواية الجماعة، وأن قراءة سورة ق كانت على المنبر في خطبة الجمعة، والله أعلم.

وأما ما روي عند الطبراني في الكبير (٢٥/ ٣٤٣/١٤٢) من ورود هذه اللفظة: في صلاة الصبح، فهو من التخليط الذي وقع للطبراني في رواية ابن نمير، وقد سبق التنبيه عليها، كما قد سبق الحديث عن رواية ابن أبي الرجال هذه تحت الحديث رقم (٨١٧)، الشاهد التاسع.

* ومما جاء أيضًا في قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - في الخطبة غير ما تقدم ذكره:

١ - حديث يعلي بن أمية:

يرويه سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن أبي رباح، عن صفوان بن يعلي بن أمية، عن أبيه، قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقرأ على المنبر: {وَنَادَوْا يَامَالِكُ}، لفظ الجماعة عن ابن عيينة، وزاد حجاج ومحمد بن عباد [عند البخاري وغيره]: {لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} [الزخرف: ٧٧].

أخرجه البخاري في الصحيح (٣٢٣٠ و ٣٢٦٦ و ٤٨١٩)، وفي خلق أفعال العباد (٦٠٤ و ٦٠٥)، ومسلم (٨٧١)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٢/ ٤٥٧/ ١٩٥٧)، وأبو داود (٣٩٩٢)، والترمذي في الجامع (٥٠٨)، وفي العلل (١٤٣)، وأبو علي الطوسي في مستخرجه عليه "مختصر الأحكام" (٣/ ٢١ - ٢٢/ ٤٧٥)، والنسائي في الكبرى (١٠/ ٢٥١/ ١١٤١٥) (١١/ ٣١٩/ ١١٥٩١ - ط. التأصيل)، وأحمد (٤/ ٢٢٣)، والحميدي (٧٨٧)، وعبد الرزاق في التفسير (٣/ ٢٠٢)، وأبو عمر الدوري في قراءات النبي - صلى الله عليه وسلم - (١٠٢)، وابن المنذر في الأوسط (٤/ ٦٤/ ١٨٠٢)، وابن قانع في المعجم (٣/ ٢١٧)، وأبو الفرج الأصبهاني في الأغاني (١٢/ ٣٩٠)، والطبراني في الكبير (٢٢/ ٢٦٠/ ٦٧١)، والبيهقي في السُّنن (٣/ ٢١١)، وفي البعث والنشور (٥٧٣)، والبغوي في شرح السُّنَّة (٤/ ٢٥٣/ ١٠٧٨)، وقال: "هذا حديث متفق على صحته".

قال الترمذي في الجامع: "حديث يعلى بن أمية: حديث حسن صحيح غريب، وهو حديث ابن عيينة".

وقال في العلل: "سألت محمدًا [يعني: البخاري] عن هذا الحديث؟ فقال: هو حديث حسن، وهو حديث ابن عيينة الذي ينفرد به".

<<  <  ج: ص:  >  >>