الأفراد (٢/ ٢٥/ ٣٧٨٨ - أطرافه)، والبيهقي في الشعب (٣/ ٩٩/ ٢٩٩٥).
قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله؛ إلا مروان بن سالم، وقد تقدم ذكرنا له بلينه"، وتقدم نقل قول أبي حاتم فيه.
وقال الدارقطني في العلل (٥/ ١٣٨/ ٧٧٣) بأن هذا الوجه هو الأشبه بالصواب.
قلت: وهذا حديث باطل؛ مروان بن سالم الغفاري: متروك، منكر الحديث، قال الساجي وأبو عروبة الحراني: "يضع الحديث"، وقد تفرد به عن الأعمش [التهذيب (٤/ ٥٠)].
وأما ذكر معمر بن راشد في الإسناد الأول؛ فالأقرب عندي أنه وهم من عبد المجيد نفسه، فإنه كثير الأوهام، وهو مع تقدمه في ابن جريج، حيث كان عالمًا بحديثه؛ إلا أنه كان يهم عليه فيه، حتى قال ابن عدي: "وكل هذه الأحاديث: غير محفوظة؛ على أنه ثبتٌ في حديث ابن جريج، وله عن غير ابن جريج أحاديث غير محفوظة" [انظر الأحاديث المتقدمة برقم (٤٦١) و (٦٤٦) و (٧٨٨)، الشاهد الثالث].
* وله وجه آخر منكر من الاختلاف فيه على ابن أبي رواد: أخرجه الدارقطني في العلل (٥/ ١٣٨/ ٧٧٣) [وقال: "وهذا لا يصح عن الثوري"]. وفي الأفراد (٢/ ٢٥/ ٣٧٨٨ - أطرافه) [وقال: "غريب من حديث الثوري"].
* والحاصل: فإن المحفوظ في هذا الحديث: موقوف على ابن مسعود، من حديث المسعودي، عن المنهال بن عمرو، عن أبي عبيدة، عن أبيه.
فإن قيل: أبو عبيدة لم يسمع من أبيه، فيقال: لكن حديثه عنه صحيح، كما سبق تقريره قبل ذلك مرارًا، راجع مثلًا: الحديثين السابقين برقم (٧٥٤ و ٨٧٧).
قال النسائي في حديثٍ يرويه أبو عبيدة عن أبيه: "أبو عبيدة لم يسمع من أبيه، والحديث جيد".
وقال ابن رجب في شرح العلل (١/ ٥٤٤): "قال ابن المديني في حديث يرويه أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه: هو منقطع، وهو حديث ثبت.
قال يعقوب بن شيبة: إنما استجاز أصحابنا أن يدخلوا حديث أبي عبيدة عن أبيه في المسند؛ يعني: في الحديث المتصل، لمعرفة أبي عبيدة بحديث أبيه، وصحتها، وأنه لم يأت فيها بحديث منكر".
وقال في الفتح (٥/ ١٨٧): "وأبو عبيدة وإن لم يسمع من أبيه؛ إلا أن أحاديثه عنه صحيحة، تلقاها عن أهل بيته الثقات العارفين بحديث أبيه، قاله ابن المديني وغيره" [وانظر أيضًا: الفتح (٥/ ٦٠) و (٦/ ١٤)].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - في هذا الحديث: "ويقال: إن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه، لكن هو عالم بحال أبيه، متلقٍّ لآثاره من أكابر أصحاب أبيه، وهذه حال متكررة من عبد الله - رضي الله عنه -، فتكون مشهورةً عند أصحابه، فيكثر التحدث بها، ولم يكن في أصحاب عبد الله من يُتَّهم عليه حتى يخاف أن يكون هو الواسطة، فلهذا