تنبيه: زاد نعيم بن حماد [وهو: ضعيف] عن الفضل بن موسى دون بقية أصحابه زيادة تفرد بها دونهم، وهي قوله في آخره: "فليتوضأ" [عند الدارقطني وغيره].
* خالفهم فأرسله:
سفيان الثوري، وشعبة، وزائدة بن قدامة، وابن المبارك، وسفيان بن عيينة، وحماد بن سلمة، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وعبدة بن سليمان [وهم ثقات أثبات، فيهم أئمة الحديث وحفاظه]، وشعيب بن إسحاق [ثقة]، ويحيى بن أيوب الغافقي [صدوق]، وأبو إسماعيل المؤدِّب إبراهيم بن سليمان بن رزين ألا بأس به، [وهم أحد عشر رجلًا]:
رووه عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أحدث أحدكم في الصلاة فليمسك على أنفه، ثم لينصرف".
أخرجه عبد الرزاق (١/ ١٤٠/ ٥٣٢)، وأبو بكر بن أبي داود في مسند عائشة (٥٥)، وعلقه أبو داود (١١١٤)، والدارقطني في العلل (١٤/ ١٦٠/ ٣٥٠١)، والبيهقي في السنن (٢/ ٢٥٤).
قلت: قول جماعة الحفاظ المتقنين أولى بالصواب، فهو حديث مرسل.
قال الترمذي في العلل: "هشام بن عروة عن أبيه؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أصح من حديث الفضل بن موسى"؛ يعني: أن المرسل أصح من الموصول.
قال ابن خزيمة: "أنا خائف أن يكون ذكر عائشة في هذا الخبر وهم؛ فإن حفاظ أصحاب هشام، قالوا: عن عروة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا" [الإتحاف (١٧/ ٢٨٣/ ٢٢٢٥٨)].
وقال الدارقطني في العلل (١٤/ ١٦٠/ ٣٥٠١): "يرويه هشام بن عروة، واختلف عنة:
فرواه الفضل بن موسى، وابن المبارك - من رواية جبارة عنه -، ومحمد بن بشر، وعمر بن علي المقدمي، وابن جريج، وعمر بن قيس، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة.
وخالفهم: سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وأبو إسماعيل المؤدب، وعبدة بن سليمان، ويحيى بن أيوب، فرووه عن هشام، عن أبيه، مرسلًا. والمرسل أصح".
قلت: حديث محمد بن بشر العبدي غريب، وحديث ابن المبارك إنما يُعرف عنه مرسلًا، وجبارة بن المغلس: واهٍ، يروي أحاديث كذب، لا يتعمدها.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه؛ لأن بعض أصحاب هشام بن عروة أوقفه عنه".
قلت: والذين أرسلوه أحفظ وأكثر، وقولهم هو الصواب، فلا يقال إذًا بأنه على شرط الشيخين.
وقال أيضًا: "سمعت علي بن عمر الحافظ، يقول: سمعت أبا بكر الشافعي الصيرفي يقول: كل من أفتى من أئمة المسلمين بالحيل إنما أخذه من هذا الحديث".
قال البيهقي بعدما أخرجه من طريق الفضل بن موسى: "تابعه على وصله: حجاج بن