عن عبد اللَّه بن عامر الأسلمي، عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يكبر في صلاة العيدين ثنتي عشرة تكبيرة: سبعًا في الأولى، وخمسًا في الآخرة.
أخرجه البزار (١٢/ ٢٣٤/ ٥٩٦٣)، وذكره الدارقطني في العلل (١٣/ ٣٣/ ٢٩٢٤).
• وانظر فيمن وهم فيه على إسماعيل بن عياش: علل الدارقطني (١٣/ ٣٣/ ٢٩٢٤)، الثالث والثمانون من أفراد الدارقطني (٦٨).
قلت: عبد اللَّه بن عامر الأسلمي: ضعفوه [التهذيب (٢/ ٣٦٤)، الميزان (٢/ ٤٤٩)]، وقد خولف في رفعه:
* خالفه فأوقفه؛ لكنه سلك فيه الجادة: نافع بن أبي نعيم [مدني، صدوق]، قال: سمعت نافعًا، قال: قال عبد اللَّه بن عمر: التكبير في العيدين سبع وخمس.
أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ٤٩٦/ ٥٧٢١)، والطحاوي (٤/ ٣٤٥).
قال الطحاوي (٤/ ٣٤٥): "وأما حديث عبد اللَّه بن عمر -رضي اللَّه عنهما-: فإنما يدور على ما رواه عن عبد اللَّه بن عامر، وهو عندهم ضعيف، وإنما أصل هذا الحديث عن ابن عمر -رضي اللَّه عنهما- عن نفسه"، ثم أسنده، ثم قال: "فهذا هو أصل الحديث"، يعني: موقوفًا على ابن عمر؛ فلم يُصِب في ذلك؛ إنما هو موقوف على أبي هريرة.
° قال الترمذي في العلل (١٥٦) نقلًا عن البخاري قوله: "وحديث الفرج بن فضالة، عن عبد اللَّه، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بهذا: خطأ، قال البخاري: الفرج بن فضالة: ذاهب الحديث، والصحيح: ما روى مالك، وعبيد اللَّه، والليث، وغير واحد من الحفاظ عن نافع، عن أبي هريرة فعله".
وقال ابن أبي حاتم في العلل (١/ ٢٠٧/ ٥٩٧): "سألت أبي عن حديث رواه نافع بن أبي نعيم القاري، عن نافع مولى ابن عمر، عن ابن عمر؛ أنه كان يكبر في العيدين سبعًا في الأولى وخمسًا في الثانية؟ قال أبي: هذا خطأ؛ رُوي هذا الحديث عن أبي هريرة؛ أنه كان يكبر".
° قلت: خالفهما فأتى به على الصواب، مخالفين في ذلك من سلك فيه الجادة والطريق السهل: أثبت أصحاب نافع وأحفظهم لحديثه:
مالك بن أنس، وعبيد اللَّه بن عمر، وأيوب السختياني، وموسى بن عقبة، والليث بن سعد، وصخر بن جويرية، وشعيب بن أبي حمزة:
رووه عن نافع، قال: شهدت العيد مع أبي هريرة، يكبر في الأولى سبعًا، وفي الآخرة خمسًا، قبل القراءة.
ولفظ مالك: شهدت الأضحى والفطر مع أبي هريرة، فكبر في الركعة الأولى سبع تكبيرات قبل القراءة، وفي الآخرة خمس تكبيرات قبل القراءة.
ولفظ أيوب: أن أبا هريرة استخلفه مروان بن الحكم، فصلى بهم في العيدين، فكبر سبع تكبيرات في الأولى، ثم قرأ وكبر، ثم قام فكبر خمس تكبيرات، ثم قرأ وكبر.