وقال ابن رجب في الفتح (٦/ ٢٨٤): "وروي عن حبيب مرسلًا، وهو أشبه".
• قلت: خالفه فارسله: زائدة بن قدامة [ثقة متقن]، وهشيم بن بشير [ثقة ثبت، أثبت الناس في حصين]:
عن حصين، عن حبيب بن أبي ثابت، قال: جاء رجل إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: يا رسول اللَّه! جئت من عند حي ما يتزود لهم راعٍ، ولا يخطِر لهم فحلٌ، فادع اللَّه لنا، فقال: "اللَّهُمَّ اسق بهائمك، وبلادك، وانشر رحمتك"، قال: ثم دعا، فقال: "اللَّهُمَّ اسقنا غيثًا مغيثًا، مريئًا مريعًا، طيبًا غدقًا، عاجلًا غيرَ رائث، نافعًا غيرَ ضار"، قال: فما نزل حتى ما جاء أحد من وجه من الوجوه إِلا قال: مُطرنا وأُحيينا.
أخرجه ابن أبي شيبة (٦/ ٣٢٤/ ٣١٧٧١)، وابن أبي الدنيا في المطر والرعد (٢٦).
قلت: وهذا هو الصواب مرسلًا.
* تابع حصينًا على إرساله:
ابن جريج [ثقة فقيه]، قال: أخبرني حبيب بن أبي ثابت؛ أنه بلغه أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "اللَّهُمَّ أعني على مضر بالسُّنَّة"، فجاءه مضريٌّ، فقال: يا نبي اللَّه! واللَّه ما يخطِر لنا جملٌ، ولا يتزود لنا راعٍ، فأعاد في قوله، فأعرض عنه، ثم مكث ما شاء اللَّه، ثم دعا المضري فقال: قلت ماذا؟ فأعاد عليه، فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اللَّهُمَّ دعَوتُك فاستجبت لي، وسألتُك فأعطيتني، اللَّهُمَّ اسقنا غيثًا مغيثًا، مريئًا مريعًا، مطبقًا، عاجلًا غيرَ رائث، نافعًا غيرَ ضار"، فما كان عشي حتى ألبست السماء السحاب وأمطرت، فما أتى أحد من وجه إِلَّا خبر بالمطر.
أخرجه عبد الرزاق (٣/ ٨٩/ ٤٩٠٧).
* خالفهم فوهم في إسناده: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى [ليس بالقوي، كان سيئ الحفظ جدًا]، رواه عن حبيب بن أبي ثابت، عن عبد اللَّه بن باباه، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه دعا على مضر، فقال: "اللَّهُمَّ اكفنيهم"، فجاء رجل، فقال:. . .، فذكر الحديث بنحوه.
أخرجه الطبراني في الدعاء (٢١٩٠).
° والحاصل: فإن هذا الحديث مرسل بإسناد صحيح.
* وله إسناد آخر: أخرجه البزار (١١/ ٤٠٠/ ٥٢٣٩)، والطبراني في الكبير (١٠/ ٢٨٥/ ١٠٦٧٣)، وفي الدعاء (٢١٩٦) [وفي إسناده: داود بن علي بن عبد اللَّه بن عباس، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وليسا بالقويين. التهذيب (١/ ٥٦٧)، والميزان (٢/ ١٤)، وكشف الأستار (٢٠١٩)].
• ومعنى لا يخطِر لهم فحل: لا يحرك ذنبَه هزالًا لشدة القحط.
٢ - حديث كعب بن مرة:
يرويه أبو معاوية: حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن