وقال الدارقطني في الأفراد (١/ ١٥٢/ ٦٢٣ - أطرافه): "تفرد به: الربيع بن أنس عنه، وتفرد به: أبو جعفر الرازي عن الربيع".
* وقد أخرجه من طريق أبي مسعود الرازي ابن عساكر في تاريخ دمشق (٥/ ١٥١).
وأخرجه من طريق محمد بن عبد اللَّه بن أبي جعفر الرازي: الحاكم (١/ ٣٣٣) (٢/ ١٣٠/ ١٢٥٢ - ط. الميمان) (١/ ١٥٧/ أ - رواق المغاربة)؛ بإسناد صحيح إلى محمد.
فذكره بمثل لفظ أبي مسعود الرازي؛ إِلَّا أنه زاد بعد الثانية: ثم قام الثالثة، فقرأ من الطُّوَل، ثم ركع خمس ركعاتٍ، وسجد سجدتين، ثم جلس كما هو مسنقبل القبلة يدعو حتى تجلى كسوفها.
قال الحاكم: "الشيخان قد هجرا أبا جعفر الرازي، ولم يخرجا عنه، وحاله عند سائر الأئمة أحسن الحال، وهذا الحديث فيه ألفاظ، ورواته صادقون".
ولم يصب الحاكم فيما قال، فقد تعقبه الذهبي بقوله: "خبر منكر؛ وعبد اللَّه بن أبي جعفر: ليس بشيء، وأبوه فيه لين".
وقال البيهقي: "وروي خمس ركوعات في ركعة بإسناد لم يحتج بمثله صاحبا الصحيح، ولكن أخرجه أبو داود في السنن".
وقال النووي في الخلاصة (٣٠٣١): "رواه أبو داود بإسناد فيه ضعيف، ولم يضعفه".
قلت: محمد بن عبد اللَّه بن أبي جعفر الرازي: صدوق، وأبوه: صدوق، روى ما لا يتابع عليه [التهذيب (٢/ ٣١٦)، والكامل (٦/ ٥٨٤ - ط. الرشد)]، وقد توبع هنا على روايته، وإنما المتفرد بهذا الحديث هو: أبو جعفر الرازي، عيسى بن أبي عيسى، وهو: ليس بالقوي، روى مناكير [التهذيب (٤/ ٥٠٤)]، وهذا منها.
والربيع بن أنس البصري: ليس به بأس، ويتقى من حديثه ما كان من رواية أبي جعفر الرازي عنه [التهذيب (١/ ٥٩٠)]، فهو حديث منكر.
* وله شاهد مثله من حديث علي بن أبي طالب:
يرويه عبيد اللَّه بن موسى، قال: نا إسرائيل، عن عبد الأعلى، عن محمد بن علي [هو: ابن الحنفية]، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، عن علي، قال: انكسفت الشمس فقام علي فركع خمس ركعات وسجد سجدتين، ثم فعل في الركعة الثانية مثل ذلك، ثم قال: ما صلاها بعد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أحدٌ غيري.
أخرجه البزار (٢/ ٢٣٣/ ٦٢٨) و (٢/ ٢٤٠/ ٦٣٩)، وابن المنذر في الأوسط (٥/ ٣٠٢/ ٢٩٠٧)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (٢/ ٢٣٣).
قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم أحدًا رواه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى إِلا عبد الأعلى، ولا عن عبد الأعلى إِلا إسرائيل"، وقال أيضًا: "لا نعلم يروى عن علي إِلا من هذا الوجه بهذا الإسناد".