قال يعقوب بن سفيان في المعرفة (٢/ ٤٦٨): "وقد اضطربت الرواية في هذا الحديث".
وقال الخطيب في المتفق (١/ ١٣٨): "ورواه أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي عن يحيى، واختلف عليه فيه اختلافًا متباينًا".
° وأشبه الوجوه بالصواب في الاختلاف على يحيى بن أبي كثير: هو الوجه الأخير الذي رواه علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة؛ أن رجلًا أخبره؛ أن أبا أمية أخبره؛ أنه أتى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في سفر،. . . فذكر الحديث.
وهذا أقرب الوجوه لحديث أيوب السختياني عن أبي قلابة، لكن أيوب جعله عن أنس بن مالك، ولم يكنه.
وكان أبا حاتم أنكر هذه الكنية، وأن الحديث إنما هو لأنس بن مالك الكعبي، لذا قال أبو حاتم: "إنما هو عن أبي قلابة عن أنس بن مالك الكعبي" [العلل (١/ ١٥٨/ ٤٤٧)].
وقال في موضع آخر: "والصحيح: ما يقوله أيوب السختياني: عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك القشيري" [العلل (١/ ٢٦٦/ ٧٨٤)].
وقد كنت ذكرت هناك أن الأقرب في شيخ أبي قلابة أنه سوادة بن حنظلة القشيري، وقد روي عن أبي قلابة من وجه آخر بواسطة أخرى، ولا يصح:
ش- فقد روى أبو صالح عبد اللَّه بن صالح، قال: حدثنا معاوية بن صالح؛ أن عصام بن يحيى حدثه، عن أبي قلابة، عن عبيد اللَّه بن زيادة، عن أبي أميمة أخي بني جعدة؛ أنه قال: كان رسول اللَّه يتغدَّى في سفر، وأنا قريب منه جالس، فقال: "هلم إلى الغداء"، فقلت: إني صائم، فقال: "هلم أحدثك ما للمسافر؛ إن اللَّه وضع عن أمتي نصفَ الصلاة والصيامَ في السفر".
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٧/ ٧١)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة (٢/ ٤٦٨)، والدولابي في الكنى (١/ ٣٧/ ٩٨)، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة (١/ ٢٢١/ ١٠١)، والطبراني في الكبير (٢٢/ ٣٦٢/ ٩٠٩)، وفى مسند الشاميين (٣/ ١٨٩/ ٢٠٥٣)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٥/ ٢٨٣٠/ ٦٦٨٦)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٣٧/ ٤٣٤ و ٤٣٥).
قال ابن عساكر: "وهذه الرواية غريبة".
• خالفه: الليث بن سعد، فرواه عن معاوية بن صالح، عن عصام بن يحيى، عن أبي أميمة أخي بني جعدة، قال: كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يتغدى فى سفر. . .، فذكر نحوه. وليس فيه: أبو قلابة، ولا عبيد اللَّه بن زيادة.
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٧/ ٧١)، والدولابي في الكنى (١/ ٣٧/ ٩٩)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٥/ ٢٨٣١/ ٦٦٨٧).