الثوري، وسفيان بن عيينة، وعمرو بن الحارث، وعبد العزيز بن عبد اللَّه بن أبي سلمة الماجشون، ومحمد بن إسحاق، وأبو بكر مرزوق مولى طلحة بن عبد الرحمن الباهلي، وأسامة بن زيد الليثي.
وانفرد عنهم ابن جريج، فزاد فيه: ثم بات حتى أصبح بذي الحليفة، فلما ركب راحلته واستوت به أهلَّ.
وقد احتج البخاري في صحيحه بهذه الزيادة، واعتبرها صحيحة، حيث ترجم لها بقوله:"باب من بات بذي الحليفة حتى أصبح".
لكن قال الدارقطني في العلل (١٢/ ٢١٢/ ٢٦٣١): "وهذه الزيادة ليست محفوظة عن ابن المنكدر، ولم يذكرها غير ابن جريج، وقال يحيى القطان: إنه وهمٌ،. . .، والصحيح: رواية الثوري وابن عيينة ومن تابعهما".
قلت: الصواب مع البخاري، فإن ابن جريج من كبار الحفاظ، وزيادته مقبولة، ولم يتفرد بها من حديث أنس، فقد رواه أبو قلابة عن أنس بهذه الزيادة.
* وله طرق أخرى عن أنس:
أ - رواه حماد بن زيد، وإسماعيل بن علية، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، ووهيب بن خالد، وسفيان بن عيينة، ومعمر بن راشد:
عن أيوب السختياني، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك -رضي اللَّه عنه-؛ أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- صلى الظهر بالمدينة أربعًا، وصلى العصر بذي الحليفة ركعتين، لفظ ابن علية [عند البخاري (١٧١٥)، ومسلم. وأحمد]، وابن عيينة [عند الحميدي]، والثقفي [عند البخاري (١٥٤٧)، وزاد في آخره، -قال: وأحسبه بات بها حتى أصبح-.
ولفظ حماد: صلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بالمدينة الظهر أربعًا، والعصر بذي الحليفة ركعتين، وسمعتهم يصرخون بهما جميعًا [الحج والعمرة] [البخاري (١٥٤٨ و ٢٩٥١)، ومسلم (٦٩٠)]، وفي رواية لأبي يعلى بإسناد صحيح: فسمعتهم يصرخون بهما صراخًا؛ بالحج والعمرة.
ورواه وهيب بن خالد: حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس -رضي اللَّه عنه-، قال: صلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ونحن معه بالمدينة الظهر أربعًا، والعصر بذي الحليفة ركعتين، ثم بات بها حتى أصبح، ثم ركب حتى استوت به على البيداء؛ حمد اللَّه وسبح وكبر، ثم أهل بحج وعمرة، وأهل الناس بهما، فلما قدِمنا أمر الناس فحلُّوا، حتى كان يوم التروية أهلُّوا بالحج، قال: ونحر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بدناتٍ بيده قيامًا [وفي رواية: ونحر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بيده سبعَ بُدنٍ قيامًا]، وذبح [وفي رواية: وضحى] رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بالمدينة كبشين [أقرنين] أملحين [البخاري (١٥٥١ و ١٧١٤)].
وفي رواية لوهيب [عند أحمد وغيره]:. . . فلما صلى الصبح ركب راحلته، فلما انبعثت به سبح وكبر حتى استوت به على البيداء، ثم جمع بينهما،. . .