للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم كلمه آخر فلم يرجع إليه، وكلمه آخر فلم يرجع إليه شيئًا، ثم كلمه آخر، فقال: إني رأيت رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا استعجل [به السير] أخَّر هذه الصلاة حتى يجمع بين الصلاتين. لفظ عبد الرزاق، وما بين المعكوفين لمحمد بن بكر البرساني.

أخرجه أحمد (٢/ ١٥٠)، وعبد الرزاق (٢/ ٥٤٧/ ٤٤٠١)، وأبو العباس السراج في حديثه بانتقاء الشحامي (٢٠٩٨).

٨ - ورواه إسماعيل بن أمية [ثقة ثبت]، عن نافع؛ أن ابن عمر كان يصلي في السفر كل صلاة لوقتها؛ إلا صلاةً، أُخبر بوجع امرأته، فإنه جمع بين المغرب والعشاء، فقيل له؟ فقال: هكذا كان رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يفعل إذا جدَّ به المسير، جمع بين المغرب والعشاء، فكان في بعض حديثهم: إلى الربع من الليل، أخَّرهما جميعًا.

أخرجه عبد الرزاق (٢/ ٥٤٧/ ٤٤٠٣)، ومن طريقه: أبو العباس السراج في حديثه بانتقاء الشحامي (٢١٠٠).

وبهاتين الروايتين يتبين لنا أن ابن عمر لم يجمع بين الصلاتين في السفر إلا في هذه الواقعة، وأنه كان في أسفاره يصلي كل صلاة لوقتها، والله أعلم [وانظر للفائدة: الأوسط لابن المنذر (٢/ ٤٢٥)].

٩ - ورواه عبد العزيز بن أبي رواد [صدوق، له ما لا يتابع عليه]، عن نافع، قال: أخبرني ابن عمر؛ أن صفية بنت أبي عبيد امرأته تموت، قال: سار حتى أظلمنا، وظننا أنه قد نسي، قال: فجعلنا نقول: الصلاةَ! وهو لا يجيبنا حتى ذهب نحو من ربع الليل، قدر ما يسير المثقلون من عرفة إلى مزدلفة، ثم نزل فصلى المغرب، ثم أقبل علينا فقال: إن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان إذا عجله المسير أو أزمع به المسير جمع بين هاتين الصلاتين، ثم صلى العشاء.

أخرجه عبد الرزاق (٢/ ٥٤٦/ ٤٤٠٠).

وأظن قوله: أزمع به المسير، هو بمعنى ما قبله: عجله المسير، يعني: إذا جدَّ به السير فلم ينزل حتى يدخل وقت العشاء ويغيب الشفق؛ لأن: الإزماع من الإقدام، وقيل: زمع مقلوب عزم، فكأن المسير أقدم به وتطاول حتى خرج به عن وقت المغرب وغاب الشفق، والله أعلم [راجع معنى الإزماع: جمهرة اللغة (٢/ ٨١٧)، الاشتقاق (٩٥)، معجم تهذيب اللغة (٢/ ١٥٥٦)، معجم الصحاح (٤٥٧)، معجم المقاييس في اللغة (٤٦٠)].

(١٠ و ١١) ورواه يحيى بن أبي كثير [ثقة ثبت، وعنه: شيبان بن عبد الرحمن النحوي، وهو: ثقة، من أصحاب يحيى]، وعبد الله بن عمر العمري [ليس بالقوي]:

عن نافع، عن ابن عمر؛ أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان إذا عجل به السير [وقال العمري: جدَّ به السير] جمع بين المغرب والعشاء.

ولفظ العمري عند ابن المنذر: عن ابن عمر أنه كان يصلي في السفر كل صلاة لوقتها. قلت: يعني إلا هذه السفرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>