بهذا الشأن"، وقال ابن ماكولا: "وكان حافظًا للحديث، حسن التصنيف"، وروى عنه جماعة. فتح الباب (٤٧٤٢)، الإرشاد (٣/ ٩٤٠)، الإكمال لابن ماكولا (٢/ ٣٤٨)، الأنساب (٤/ ٥٩)، تاريخ دمشق (٥٤/ ٣٥٩)، معجم البلدان (١/ ٤٨٠)، تاريخ الإسلام (٢٢/ ٢٨٥)، توضيح المشتبه (٣/ ٥٥)]، قال: نا أبو غريب [محمد بن العلاء الكوفي: ثقة حافظ]، قال: نا عبدة [هو: ابن سليمان الكلابي: ثقة ثبت].
كلاهما [يحيى بن سليم، وعبدة بن سليمان]، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: سافرت مع النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فكانوا يصلون الظهر والعصر ركعتين ركعتين، لا يصلون قبلها ولا بعدها.
قال ابن عمر: لو كنت مصليًا قبلها أو بعدها لأتممتها.
أخرجه الترمذي (٥٤٤) (٥٥١ - ط. التأصيل)، وأبو علي الطوسي في مستخرجه عليه "مختصر الأحكام" (٣/ ٨٠/ ٥١٤)، وابن خزيمة (٢/ ٧٢/ ٩٤٧)، وأبو العباس السراج في مسنده (١٤٤١)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (١٧٠١)، والبغوي في شرح السُّنَّة (٤/ ١٨٤/ ١٠٣١).
قلت: هو حديث منكر؛ أخطأ فيه يحيى بن سليم على عبيد الله بن عمر، وأخطأ فيه ابن طرخان البلخي على أبي غريب الكوفي الحافظ:
أما حديث أبي غريب عن عبدة، فالمعروف فيه عن عبدة:
ما رواه أحمد بن حنبل [ثقة ثبت، إمام حجة]: حدثنا عبدة بن سليمان [ثقة ثبت]: حدثنا عبيد الله: حدثني من سمع ابن سراقة، يذكر عن ابن عمر، قال: ما رأيت رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يصلي قبل الصلاة ولا بعدها في السفر.
أخرجه أحمد (٢/ ٣٨) (٣/ ١١١٠/ ٥٠٥٧ - ط. المكنز).
وبهذا يبقى يحيى بن سليم هو المتفرد بهذا الحديث عن عبيد الله بن عمر، وهو الواهم فيه عليه، فهو كما قال أحمد: "يحدث عن عبيد الله أحاديث مناكير"، وقال فيه النسائي: "منكر الحديث عن عبيد الله بن عمر" [سؤالات أبي داود (٢٣٨)، ضعفاء العقيلي (٤/ ٤٠٦)، التهذيب (٤/ ٣٦٢)].
* وقد رواه أبو أسامة [حماد بن أسامة: ثقة ثبت]، قال: نا عبيد الله، قال: حدثني عثمان بن سراقة، قال: قلت لعبد الله بن عمر: مالي أرى الناس يصلون قبل المكتوبة وبعدها؟ قال: يا ابن أخي! ما رأيت رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صلى قبلها ولا بعدها.
أخرجه أبو علي الطوسي في مختصر الأحكام (٣/ ٨١/ ٥١٥)، وقد تقدم الكلام عليه في الطريق الرابع. * وقد ذُكر حديث يحيى بن سليم هذا للإمام أحمد؛ فأنكره إنكارًا شديدًا، وقال: "هذا من قِبَل يحيى بن سليم" [العلل ومعرفة الرجال للمروذي (٢٥٩)].
وقال الترمذي في الجامع: "هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث