[ركعتين]، ثم قال:[يا أهل مكة] أتموا الصلاة؛ فإنا قومٌ سَفْر، ثم حججت مع عثمان واعتمرت، فصلى ركعتين ركعتين، ثم إن عثمان أتمَّ [وما بين المعكوفين للبيهقي من طريق يونس بن حبيب عن الطيالسي به].
فجعل قول النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأهل مكة:"يا أهل مكة! أتموا الصلاة؛ فإنا قومٌ سَفْر"، جعله الطيالسي في الحج والعمرة، وعامة من روى الحديث من ثقات أصحاب حماد بن سلمة، أو عن علي بن زيد؛ إنما جعله عام الفتح، ولم يذكروا هذا القول لأبي بكر وعمر، فشذ بذلك الطيالسي، والله أعلم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:"وأما ما ذكره من قوله: "يا أهل مكة! أتموا صلاتكم، فإنا قوم سفر": فهذا مما قاله بمكة عام الفتح، لم يقله في حجته، وإنما هذا غلط وقع في هذه الرواية" [المجموع (٢٤/ ١٥٨) و (٢٦/ ١٣٠)، وانظر أيضًا: زاد المعاد لابن القيم (٢/ ٢٨٢)].
• تنبيه: وخالفهم أيضًا: إبراهيم بن حميد الطويل [قال أبو حاتم والعجلي: "ثقة"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال:"يخطئ"، وله أوهام. معرفة الثقات (٢٢)، تاريخ الإسلام (١٥/ ٥٣)، اللسان (١/ ٢٦٩)، علل الدارقطني (٥/ ٧٦/ ٧٢٣) و (٥/ ٢٦٤/ ٨٦٨)]، فرواه عن حماد بن سلمة به؛ إلا أنه قال فيه: وأقام بمكة اثني عشر يومًا، ورواية الجماعة هي الصواب من حديث عمران هذا.
أخرجه الطبراني في الكبير (١٨/ ٢٠٨/ ٥١٣).
* وأخرجه من طريق ابن علية: ابن خزيمة (٣/ ٧٠/ ١٦٤٣)، وأحمد (٤/ ٤٣١ و ٤٣٢)، والشافعي في السنن (١٢)، وابن سعد في الطبقات (٢/ ١٤٣)، وابن أبي شيبة (١/ ٣٣٦/ ٣٨٦٠) و (٢/ ٢٠٥/ ٨١٧٤) و (٢/ ٢٠٧/ ٨١٩٥) و (٣/ ٢٥٦/ ١٣٩٧٧)، والبزار (٩/ ٧٧/ ٣٦٠٨)[ووقع فيه: ثلاث عشرة، وهي رواية منكرة]. وأبو علي الطوسي في مختصر الأحكام (٣/ ٨٤/ ٥١٦)، والطبراني في الكبير (١٨/ ٢٠٩/ ٥١٥)، والبيهقي في السنن (٣/ ١٥٧)، وفي المعرفة (٢/ ٤١٧/ ١٥٧٧)، وفي الدلائل (٥/ ١٠٥)، وابن عبد البر في التمهيد (١٦/ ٣١٤) و (٢٢/ ٣٠٧)، وفي الاستذكار (٢/ ٢٢٩ و ٢٥٠).
رواه أحمد عن ابن علية مرة مختصرًا بنحو لفظ إبراهيم بن موسى [عند أبي داود]، ورواه مرة مطولًا، ولفظه: مرَّ عمران بن حصين بمجلسنا فقام إليه فتى من القوم فسأله عن صلاة رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في الغزو والحج والعمرة، فجاء فوقف علينا، فقال: إن هذا سألني عن أمرٍ، فأردت أن تسمعوه -أو كما قال-: غزوت مع رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فلم يصلِّ إلا ركعتين حتى رجع إلى المدينة، وحججت معه فلم يصلِّ إلا ركعتين حتى رجع إلى المدينة، وشهدت معه الفتح فأقام بمكة ثمانيَ عشرةَ لا يصلي إلا ركعتين، ويقول لأهل البلد:"صلوا أربعًا؛ فإنا سَفْر"، واعتمرت معه ثلاثَ عُمَرٍ فلم يصلِّ إلا ركعتين، وحججت مع أبي بكر وعمر حجَّاتٍ فلم يصليا إلا ركعتين حتى رجعا إلى المدينة.