والمحفوظ عن أبي معاوية: رواية جماعة الحفاظ والثقات، مثل: أحمد بن حنبل، وهناد بن السري، وأبي خيثمة زهير بن حرب، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي [وهم ثقات حافظ]، وسلم بن جنادة، ومحمد بن يحيى بن الضريس الكوفي الفيدي، وعلي بن حرب الطائي، وأحمد بن حرب الموصلي، وسريج بن يونس، ومجاهد بن موسى، والفضل بن الصباح [وهم ثقات]، ومحمد بن عمرو بن يونس بن عمران الثعلبي الكوفي المعروف بالسوسي [نزيل مصر، محدِّث مكثر، روى عنه جماعة، وأكثر عنه الطحاوي، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال العقيلي:"حدث بمناكير"، ضعفاء العقيلي (٤/ ١١١)، الثقات (٩/ ١٣٦)، تاريخ دمشق (٥٥/ ٣٤)، اللسان (٧/ ٤١٨ و ٤٢٢)].
* ورواه أبو عوانة [ثقة ثبت]، عن عاصم [الأحول] وحصين [بن عبد الرحمن]، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: أقام النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تسعةَ عشرَ يقصُر [الصلاة]، فنحن إذا سافرنا تسعةَ عشرَ قصرنا، وإن زدنا أتممنا.
أخرجه البخاري (١٠٨٠)، وأبو يعلى (٤/ ٢٥٤/ ٢٣٦٨)، وابن المنذر فى الأوسط (٤/ ٣٥٧/ ٢٢٨٢)، والبيهقي (٣/ ١٥٠).
هكذا رواه عن أبي عوانة: حفص بن عمر النمري أبو عمر الحوضي [ثقة ثبت]، وموسى بن إسماعيل [أبو سلمة التبوذكي: ثقة ثبت]، وشيبان بن فروخ [صدوق]، ومسدد بن مسرهد [ثقة حافظ][لكن قال: عن عاصم الأحول أو حصين، بالشك، ولعله وقع من النساخ].
• وخالفهم: محمد بن سليمان بن حبيب لوين [ثقة]، ومعلى بن أسد [ثقة ثبت]،
فروياه عن أبي عوانة به؛ إلا أنهما قالا: سبع عشرة، أو: سبعة عشر، بدل: تسعة عشر.
أخرجه القاسم بن زكريا المطرز في فوائده (١١٠)، والدارقطني (١/ ٣٨٧ - ٣٨٨)، وأبو طاهر المخلص في الأول من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (٣٤٠)، وفى السادس (٢١٩)(١٢٣٨ - المخلصيات)، وفي الثامن (٢١٧)(١٧٩٣ - المخلصيات)، والبيهقي (٣/ ١٥٠).
قلت: نقدم رواية الجماعة، فإن الوهم عنهم أبعد، وقد انتقاها البخاري فأخرجها في صحيحه محتجًّا بموضع الشاهد منها.
° وعلى هذا فقد رواه عن عاصم بن سليمان الأحول بلفظ: تسعة عشر: عبد الله بن المبارك، وأبو عوانة، وأبو معاوية الضرير، وأبو شهاب الحناط، وعبد الواحد بن زياد [في الراجح عنهم]، واختار هذه الرواية البخاري فأودعها في صحيحه، ولم ينفرد بذلك عاصم الأحول.
وخالفهم: حفص بن غياث، فقال: سبع عشرة، ووهم في ذلك، والله أعلم.
* وله طرق أخرى عن عكرمة:
أ - رواه حصين بن عبد الرحمن السلمي، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: أقام