قلت: وهذا مرسل بإسناد صحيح، وهو أشبه بالصواب، وليس فيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جذبه في الصلاة، والله أعلم.
وانظر أيضًا في الأوهام: إتحاف الخيرة (١/ ٤٩٥/ ٩٢٨).
٣ - حديث أنس، وعائشة، وعبد الله بن عمرو، وأبي هريرة:
يرويه شريك بن عبد الله بن أبي نمر، واختلف عليه:
أ - فرواه محمد بن عمار بن حفص الأنصاري المدني المؤذن [لا بأس به]، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن أنس قال: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - حين أقيمت الصلاة، فرأى ناسًا يصلون ركعتين بالعجلة، فقال: "أصلاتان معًا؟! "، فنهى أن يصليا في المسجد إذا أقيمت الصلاة. وفي رواية: نهي عنها حين تُقام الصلاة في المسجد.
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (١/ ١٨٦)، وفي الأوسط (٢/ ١٨٣)، وابن خزيمة في صحيحه (٢/ ١١٢٦/١٧٠)، قال: "ثنا علي بن حجر السعدي بخبر غريب غريب". والبزار (١٢/ ٣٢٨/ ٦١٩٤) (١/ ٢٥٠/ ٥١٧ - كشف). وابن أبي حاتم في العلل (٢/ ٢٧٦/ ٣٦٩)، وابن عدي في الكامل (٦/ ٢٣٠) (٩/ ٣٠٠ - ط. الرشد). وأبو الشيخ في طبقات المحدثين (٣/ ٣٩٤)، والضياء في المختارة (٦/ ١٧٧/ ٢١٨٢).
قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم يروى عن أنس إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، ومحمد بن عمار كان مؤذن مسجد قباء، قد حدث عنه أبو عامر العقدي وبشر بن عمر وغيرهما".
* تابعه فجعله عن أنس أيضًا:
* محمد بن عقيل بن خويلد الخزاعي النيسابوري [وثقه النسائي وغيره، حدث بأحاديث من حفظه فأخطأ فيها، وقال أبو أحمد الحاكم: "حدث عن حفص بن عبد الله بحديثين لم يتابع عليهما، ويقال: دخل له حديث في حديث، وكان أحد الثقات النبل". التهذيب (٣/ ٦٤٩)، الأسامي والكنى للحاكم الكبير (٥/ ٤٢٢/ ٣٣٩٢)، الإرشاد (٢/ ٨١٦)]، وأحمد بن حفص بن عبد الله السلمي النيسابوري [ثقة]:
روياه عن حفص بن عبد الله [بن راشد النيسابوري، كاتب إبراهيم بن طهمان، وراوي حديثه بنسخة عنه، وهو: صدوق]: حدثني إبراهيم بن طهمان [ثقة يغرب]، عن شريك، عن أنس، بمثله إلى قوله: "أصلاتان معًا؟! "، لم يزد على هذا.
أخرجه ابن خزيمة (٢/ ١٧٠/ ١١٢٦ م). وابن أبي حاتم في العلل (٢/ ٢٧٦/ ٣٦٩)، والضياء في المختارة (٦/ ١٧٧/ ٢١٨٣).
• ورواه الوليد بن مسلم: حدثنا مالك، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن أنس؛ أن ناسًا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الإقامة، فقاموا يصلون، فخرج عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "أصلاتان معًا؟ ".
أخرجه ابن عبد البر في التمهيد (٢٢/ ٦٧).