ومحمد بن محمد بن يزيد أبو أحمد المطرز: قال الدارقطني: "ليس بالقوي، كان يحفظ"، وقال الذهبي:"له حفظ" [سؤالات الحاكم (٢١٨)، تاريخ بغداد (٤/ ٣٤٠ - ط. الغرب). اللسان (٦/ ٥٤٠) و (٧/ ٤٧٧)].
وهذا الأخير عندي أشبه بالصواب عن إسحاق الأزرق، فقول من لينه الدارقطني أولى ممن حكم بكثرة خطئه، مع كونه أيضًا [أعني: الباغندي] كان موصوفًا بكثرة التدليس والتخليط والتصحيف، وأنه حدث بما لم يسمع، وربما سرق الحديث، بل قد اتهمه بعضهم بالكذب، وعلى هذا فقول أبي أحمد المطرز أولى بالصواب، لاسيما وقد زاد رجلًا في الإسناد، ويأتي ذكره قريبًا.
• وأخرجه أيضًا من طريق زكريا بن إسحاق: مسلم (٧١٠/ ٦٤)، وأبو عوانة (١/ ٣٧٤/ ١٣٥٦)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٢/ ٣٠٥/ ١٥٩٩ م و ١٦٠٠)، والترمذي (٤٢١)، والنسائي في المجتبى (٢/ ١١٦/ ٨٦٥)، وفي الكبرى (١/ ٤٥٣/ ٩٣٩)، وابن ماجه (١١٥١)، وابن خزيمة (٢/ ١٦٩/ ١١٢٣ م). وابن حبان (٥/ ٥٦٦/ ٢١٩٣)، وأحمد (٢/ ٥١٧ و ٥٣١)، وإسحاق بن راهويه (١/ ٣٦٤/ ٣٧٣)، والبزار (١٥/ ٢٦٨/ ٨٧٤٥)، وأبو بكر الدينوري في المجالسة وجواهر العلم (٢٣٥٩)، والبيهقي في السنن (٢/ ٤٨٢)، وفي المعرفة (٢/ ٢٩١/ ١٣٤٤)، وابن عبد البر في الاستذكار (٢/ ١٣٢).
رواه عبد الله بن المبارك، وعبد الرزاق بن همام، وروح بن عبادة، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وأزهر بن القاسم [وهم ثقات]:
حدثنا زكرياء بن إسحاق: حدثنا عمرو بن دينار، قال: سمعت عطاء بن يسار، يقول: عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أنه قال:"إذا أقيمت الصلاة؛ فلا صلاة إلا المكتوبة".
• خالفهم فوهم في إسناده:
أبو عاصم النبيل الضحاك بن مخلد [ثفة ثبت]، فرواه عن زكرياء بن إسحاق، عن عمرو بن دينار، عن سليمان بن يسار، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أقيمت الصلاة؛ فلا صلاة إلا المكتوبة".
أخرجه الدارمي (١٥٩١ - ط. البشائر). والطحاوي في شرح المعاني (١/ ٣٧١)، وفي المشكل (١٠/ ٣١٢/ ٤١٢٢)، وابن الأعرابي في المعجم (١/ ٢١٩ /٣٨٩).
هكذا وهم في إسناده أبو عاصم، فجعله عن سليمان بن يسار، وإنما هو عطاء بن يسار، هكذا رواه جماعة من الحفاظ عن زكريا بن إسحاق، وهكذا رواه جمع من الثقات عن عمرو بن دينار، والله أعلم.