فأخطأ فيه مرتين، مرة بوقفه من طريق معمر، والثاني بإسقاط أيوب من الإسناد، فقد رواه جماعة عن عبد الرزاق، وتابعه هشام القاضي ورباح على إثبات الواسطة، والله أعلم.
قال الدارقطني في العلل (١١/ ٨٣١/ ٢١٣٩): "وتابعه [يعني: حماد بن زيد] معمر، وأبو حمزة السكري، وداود بن الزبرقان، رووه عن أيوب مرفوعًا".
• ورواه إسماعيل ابن علية [ثقة ثبت، من أثبت أصحاب أيوب السختياني]، عن أيوب به مرفوعًا.
أخرجه ابن حبان (٦/ ٢٢٢/ ٢٤٧٠) (٣/ ٣٦٢/ ٢٥٦٥ - التقاسيم والأنواع (١٥/ ٤٠٣/ ١٩٥٧٩ - الإتحاف). وأبو العباس السراج في حديثه بانتقاء الشحامي (٢١١٩).
هكذا رواه عن ابن علية به مرفوعًا: محمد بن قدامة بن أعين [مصيصى، ثقة]، والفتح بن هشام الترجماني [ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "يغرب"، ولم يذكر ابن حبان والخطيب والذهبي وغيرهم فيمن روى عنه سوى أبي العباس السراج. الثقات (٩/ ١٤)، تاريخ بغداد (١٤/ ٣٦١ - ط. الغرب). تاريخ الإسلام (١٧/ ٢٩٤)، اللسان (٦/ ٣١٧)، الثقات لابن قطلوبغا (٧/ ٤٩٤)].
• وخالفهما: أبو بكر بن أبي شيبة [ثقة حافظ]، فرواه عن ابن علية به موقوفًا.
أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ٤٢١/ ٤٨٤١).
• ورواه عبد الوارث بن سعيد [ثقة ثبت، لكن الراوي عنه: أحمد بن مالك القشيري، شيخ البزار، قال الهيثمي في المجمع (١٠/ ٣٤٨): "لم أعرفه"، ولم أجد له ترجمة، فهو غريب من حديث عبد الوارث]، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي [ثقة، من أصحاب أيوب، والراوي عنه: محمد بن المثنى، أبو موسى الزمن: ثقة ثبت]:
عن أيوب، عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، موقوفًا.
أخرجه البزار (١٥/ ٢٦٤ و ٢٦٥/ ٨٧٣٧ و ٨٧٣٨).
• وانظر فيمن وهم على أيوب في إسناده: ما أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (٥/ ٨٤)، وفي الموضح (٢/ ٤٤) [وفي إسناده: أبو حفص العبدي، عمر بن حفص بن ذكوان، وهو: متروك، منكر الحديث. اللسان (٦/ ٨٨)].
قال الدارقطني في العلل (١١/ ٨٥/ ٢١٣٩): "وكذلك رواه شعبة، وهشام بن حسان، ويزيد بن زريع، وعبد الوارث بن سعيد، وعبد الوهاب الثقفي، عن أيوب موقوفًا".
قلت: لم أقف على رواية هؤلاء شعبة وهشام ويزيد، ولم يشتهر عنهم، ويغلب على ظني عدم ثبوته عن شعبة، وهشام بن حسان، ويزيد بن زريع، وعبد الوارث بن سعيد، والله أعلم.
وعلى هذا فإن هذا الحديث قد رواه عن أيوب السختياني به مرفوعًا: حماد بن زيد، ومعمر بن راشد، وابن علية [واختلف عليه]، ورواه موقوفًا: عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، وعليه: فإن رواية الرفع هي المحفوظة؛ فإن حماد بن زيد أثبت الناس في أيوب،