حماد بن زيد لم يذكر في إسناده أبا الأسود، فإما أن يكون اختلافًا على حماد، وإما أن يكون خطأ حصل من حمل إسناد حماد على إسناد مهدي بن ميمون، وهذا الأقرب عندي، والله أعلم].
* ورواه ابن عبد البر في التمهيد (٨/ ١٣٩)، من طريق أبي داود وبكر بن حماد، كلاهما عن:
مسدد، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن واصل، عن يحيى بن عقيل، عن يحيى بن يعمر، عن أبي الأسود، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يصبح ابن آدم وعلى كل سلامى منه صدقة: فإماطته الأذى عن الطريق صدقة، وتسليمه على من لقي صدقة، وأمره بالمعروف صدقة، ونهيه عن المنكر صدقة، ومجامعته أهله صدقة"، قالوا: يا رسول الله! أحدنا يضع شهوته، فتكون له صدقة؟ قال:"أرأيتم لو وضعها في غير حِلٍّ، ألم يكن يأثم؟! " ثم قال: "وركعتا الضحى يجزيان عن ذلك كله".
وهذه الرواية وهم سندًا ومتنًا؛ وأبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني: ثقة حافظ، ثبت حجة إمام، مصنف السنن، وبكر بن حماد التاهرتي: قال العجلي: "وكان من أئمة أصحاب الحديث"، وقال مسلمة:"ثقة صدوق"، وكتب عن مسدد بن مسرهد مسنده" ورواه عنه بتاهرت وتوفي بها، وكتب القاسم بن الأصبغ مسند مسدد عن بكر بن حماد التاهرتي، وبالغ ياقوت الحموي في الثناء عليه [معرفة الثقات (١٦٤٩)، الأنساب (١/ ٤٤٣)، معجم البلدان (٢/ ٨)، الثقات لابن قطلوبغا (٣/ ٧٧)، الأعلام للزركلي (٢/ ٦٣)].
والذي يغلب على ظني أن ابن عبد البر سقط عليه من إسناد أبي داود، طريق أحمد بن منيع عن عباد بن عباد، والذي ساق المتن من طريقه، وأما حماد بن زيد فلا يذكر في حديثه الأمر والنهي؛ كما قال أبو داود، كما أنه لا يذكر في حديثه: قالوا: يا رسول الله! أحدنا يضع شهوته، فتكون له صدقة؟ قال: "أرأيتم لو وضعها في غير حِلٍّ، ألم يكن يأثم؟ "، ولا أظن هذه الزيادة جاءت من قبل بكر بن حماد التاهرتي، لأنها لا تعرف من حديث مسدد عن حماد بن زيد، والله أعلم.
وكما وقع الوهم في المتن، حيث دخل لراويه حديث ابن منيع في حديث مسدد، فكذلك زيد في إسناده: أبو الأسود الدؤلي، والله أعلم.
* ورواه الرامهرمزي في المحدث الفاصل (٥٠٧)، قال: حدثنا أبو حاتم العبدي [هو: همام بن محمد بن أيوب العبدي البصري، ولم أقف له على ترجمة]: ثنا محمد بن عقبة السدوسي: ثنا حماد بن زيد، عن واصل مولى أبي عيينة، عن يحيى بن يعمر، وردَّ ذلك إلى أبي ذر، قال: يصبح ابن آدم على كل سلامى منه صدقة، ورفعه الأذى عن الطريق صدقة.
هكذا أوقفه على أبي ذر، مع اختصار متنه، وأسقط منه ذكر يحيى بن عقيل، وهذا