وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا جرير بن حازم، تفرد به ابن وهب".
وقال ابن عدي بعد أن ذكر لابن وهب حديثين بهذا الإسناد: "وهذان الحديثان تفرد بهما ابن وهب عن جرير بن حازم، ولابن وهب عن جرير غير ما ذكرت غرائب" وهذا الحديث أحدهما.
وقال الدارقطني في السنن: "تفرد به جرير بن حازم عن قتادة، وهو ثقة".
وقال في الأفراد (١/ ٢٠٦/ ٩٧٥ - أطرافه): "تفرد به جرير بن حازم عنه [يعني: عن قتادة]، ولم يروه عنه غير ابن وهب".
وقال أبو نعيم في الحلية: "غريب من حديث جرير عن قتادة، لم يروه عنه إلا ابن وهب".
وقال البيهقي: " ... بإسناد صحيح، ... رواة هذا الحديث كلهم ثقات، مجمع على عدالتهم".
قلت: هو حديث غريب؛ وإن كان رجاله ثقات مشاهير.
وهو إسناد بصري تفرد به ابن وهب المصري.
قال الإمام أحمد: "إذا سمعت أصحاب الحديث يقولون: هذا الحديث غريب، أو فائدة؛ فاعلم أنه خطأ، أو دخل حديث في حديث، أو خطأ من المحدث، أو ليس له إسناد، وإن كان قد روى شعبة وسفيان" [الكفاية (١٧٢)، شرح علل الترمذي (٢/ ٦٢٣)].
• ولهذا الحديث عدة علل:
الأولى: تفرد جرير بن حازم به عن قتادة دون أصحاب قتادة المشاهير سواء الحفاظ منهم أو الشيوخ، وجرير وإن كان في نفسه ثقة إلا أنه في تفرده عن قتادة نظر.
الثانية: أن جريرًا ليس من أصحاب قتادة المقدَّمين فيه بحيث يقبل تفردهم لو تفردوا، مثل شعبة وهشام الدستوائي وابن أبي عروبة، بل وليس هو في منزلة الشيوخ من أصحاب قتادة، مثل أبان وهمام وحماد وغيرهم.
الثالثة: أن جرير بن حازم: ضعيف في قتادة، وإن كان ثقة في غيره، قال عبد الله بن أحمد: "سألت يحيى عن جرير بن حازم؟ فقال: ليس به بأس. فقلت له: إنه يحدث عن قتادة عن أنس أحاديث مناكير. فقال: ليس بشيء؛ هو عن قتادة: ضعيف" [العلل ومعرفة الرجال (٣/ ١٠/ ٣٩١٢)].
وقال الميموني عن أحمد: "كان حديثه عن قتادة غير حديث الناس يوقف أشياء، ويسند أشياء، ثم أثنى عليه، وقال: صالح، صاحب سُنَّة وفضل" [ضعفاء العقيلي (١/ ١٩٩)، التهذيب (١/ ٣٩)].
وقال ابن عدي (٢/ ١٣٠): "وهو مستقيم الحديث، صالح فيه، إلا روايته عن قتادة؛ فإنه يروي أشياء عن قتادة لا يرويها غيره".