أخرجه الطبراني في الكبير (٢/ ٢٣٩/ ١٩٩٩) و (٢/ ٢٤٢/ ٢٠١٣ و ٢٠١٤)، والدارقطني في الأفراد (١/ ٣٤٢/ ١٨٧٤ - أطرافه).
بإسنادين صحيحين إلى عنبسة أحدهما غريب، ولم يشتهر الحديث عن عنبسة.
وعنبسة بن سعيد بن الضريس الأسدي قاضي الري: ثقة، من الطبقة الثامنة، من طبقة شريك، فليس هو من طبقة سفيان وشعبة ممن سمع قديمًا من سماك، والله أعلم.
١١ - عبد الملك بن عبد ربه الطائي: ثنا سعيد بن سماك بن حرب، عن أبيه، عن جابر بن سمرة، قال: جالست النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثر من مائة مرة في المسجد، يجلس أصحابه يتناشدون الشعر، وربما تذاكروا أمر الجاهلية، فيبتسم النبي - صلى الله عليه وسلم - معهم.
أخرجه الطبراني في الكبير (٢/ ٢٣٧/ ١٩٩٠)، وفي الأوسط (٢/ ١٦٩/ ١٦٠٨)، وابن عدي في الكامل (٣/ ٤٦١).
قال الطبراني: "لم يرو هذه الأحاديث عن ابن سماك واسمه: سعيد، إلا عبد الملك".
قلت: سعيد بن سماك بن حرب: متروك الحديث [اللسان (٤/ ٥٨)]، وعبد الملك بن عبد ربه الطائي: منكر الحديث، واتهم [اللسان (٥/ ٢٦٣ و ٢٦٨)، تاريخ بغداد (١٢/ ١٧٢ - ط الغرب)].
والحاصل: فإن زيادة: يتناشدون الشعر: لا تثبت من حديث سماك عن جابر بن سمرة؛ فقد رواه عنه جماعة من ثقات أصحابه ممن سمعوا منه قديمًا قبل أن يتلقن فلم بأتوا بهذه الزيادة، فلعلها مما تلقنها سماك بعد ذلك، والله أعلم.
١٢ - وروى عمران بن بكار البراد [حمصي، ثقة]: حدثنا الربيع بن روح [حمصي، ثقة]: حدثنا محمد بن حرب الأبرش [حمصي، ثقة]، عن محمد بن الوليد الزبيدي [حمصي، ثقة ثبت]، عن عدي بن عبد الرحمن أبي الهيثم بن عدي، عن داود بن أبي هند [بصري، ثقة متقن، من الطبقة الخامسة]، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا صلى الصبح جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس.
أخرجه الطبراني في الصغير (١١٨٩).
قال الطبراني: "لم يروه عن داود بن أبي هند إلا عدي بن عبد الرحمن، ولا عنه إلا الزبيدي، تفرد به عمران عن الربيع عن محمد بن حرب".
وعدي بن عبد الرحمن الطائي: ذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في الثقات من رواية ثلاثة عنه، ثم قال: "روى الزبيدي عنه عن داود بن أبي هند نسخة مستقيمة"، لكن يعكر عليه قول ابن أبي حاتم: "فسألت أبي عن الزبيدي هذا من هو؟ فقال: هو سعيد بن عبد الجبار الزبيدي. قال أبو محمد: سعيد بن عبد الجبار هذا هو الذي قدم الري: ضعيف، وسعيد بن عبد الجبار أبو شيبة: قوي".
قلت: قد صرح في هذه الرواية باسمه، فقال: محمد بن الوليد الزبيدي، وهو الثقة