والفضل بن عبد الله بن مسعود اليشكري الهروي، يقال له: ابن خرم: اختلفوا في أمره بشأن الأحاديث المنكرة التي رويت من طريقه، فمنهم من حمل فيها عليه، مثل ابن حبان؛ فقال:"يروي عن مالك بن سليمان وغيره العجائب، لا يجوز الاحتجاج به بحال، شهرته عند من كتب من أصحابنا حديثة تغني عن التطويل والخطاب في أمره، فلا أدري أكان يقلبها بنفسه، أو يُدخَل عليه فيجيب فيها"، ومنهم من حمل على غيره، ثم صرح بضعفه، مثل الدارقطني، ومنهم من حمل التبعة على غيره، وبرأ ساحته وحسن الظن به، مثل الحاكم، فقال:"لا أعرفه إلا بالصدق" [المجروحين (٢/ ٢١١)(٢/ ٢١٢ - ط. الصميعي)، الإرشاد (٣/ ٨٧١)، اللسان (١/ ٥٠٨) و (٦/ ٣٤٤)].
وأبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن أسد الصفَّار الشمَّاخي الهروي: ادعى سماع ما لم يسمع، فحدث به، ولم يحتشم ممن يعرف أمره، وحدث بالمناكير، حتى قال الحاكم:"كذاب؛ لا يُشتغل بالسؤال عنه" [سؤالات السجزي (١٣ و ٩٨)، الإرشاد (٣/ ٨٨٠)، تاريخ بغداد (٨/ ٥١٥ - ط. الغرب)، نزهة الناظر (٢٣)، السير (١٦/ ٣٦٠)، اللسان (٣/ ١٣١)].
• ورواه الدارقطني في صلاة التسبيح (٦٩ - أمالي الأذكار)(٥/ ١٧٧ - نتائج الأفكار). من طريق عبد الملك بن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن جده، عن علي، عن جعفر - رضي الله عنهما -، قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . . . ، فذكر الحديث.
قال ابن ناصر الدين في الترجيح (٥٧): "فيه أنواع من الثواب على صلاة التسبيح، وأمارات الوضع عليه لايحة، وهو غير صحيح".
٨ - حديث أم سلمة:
يرويه أبو إبراهيم الترجماني إسماعيل بن إبراهيم بن بسام [ليس به بأس]: حدثنا عمرو بن جميع، عن عمرو بن قيس [أظنه الملائي، وهو: ثقة ثبت]، عن سعيد بن جبير، عن أم سلمة، قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في يومي وليلتي، حتى إذا كان في الهاجرة، جاءه إنسان فدق الباب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من هذا؟ "، فقالوا: العباس بن عبد المطلب، قال:"الله أكبر! لأمر ما جاء؛ فأدخلوه"، فلما دخل، قال:"يا عباس! يا عم النبي! ما جاء بك في الهاجرة؟! "، فقال: يا رسول الله! بأبي أنت وأمي! ذكرت ما كان مني في الجاهلية، فعرفت أنه لن يغني عني بعد الله غيرك، فقال: "الحمد الله الذي ألقى ذلك في قلبك! يا عباس! يا عم النبي! أما إنه لا أقول لك بعد الفجر حتى تطلع الشمس، ولا بعد العصر حتى تغرب الشمس، صلِّ أربع ركعات، اقرأ فيهن بأربع سور من طوال المفصل، فإذا قرأت الحمد وسورة، فقل: سبحان الله، والحمد الله، ولا إله الا الله، والله أكبر، هذه واحدة، قلها خمس عشرة مرة، فإذا ركعت فقلها عشرًا، فإذا رفعت رأسك من الركوع فقلها عشرًا، فإذا سجدت فقلها عشرًا، فإذا رفعت رأسك من السجود فقلها عشرًا، فإذا سجدت الثانية فقلها عشرًا، فإذا رفعت رأسك قبل أن تقوم فقلها عشرًا، والذي نفس محمد بيده! لو