هـ- ورواه عبد الله بن نمير [ثقة]، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن شهاب الزهري، عن امرأة من قريش؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج ذات ليلة فنظر إلى أفق السماء، فقال: ... فذكره.
أخرجه ابن أبي شيبة في المسند (٩٨٧). ومن طريقه: ابن عبد البر في التمهيد ١٣١/ ٢٠٤) و (٢٣/ ٤٤٧).
و- ورواه مالك بن أنس [رأس المتقنين، وكبير المتثبتين]، عن يحيى بن سعيد، عن ابن شهاب؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام من الليل فنظر في أفق السماء، فقال: ... فذكر نحوه.
أخرجه مالك في الموطأ (٢/ ٢٦٥٣/٥٠٠).
قال ابن عبد البر: "لم يقمه يحيى بن سعيد، وإنما يرويه ابن شهاب عن هند بنت الحارث عن أم سلمة" [وانظر: المسالك شرح الموطأ (٧/ ٢٩١)].
ز- ورواه يعقوب بن محمد الزهري [ضعيف، وهاه أحمد وأبو زرعة. التهذيب (٤/ ٤٤٧)، الميزان (٤/ ٤٥٤)]: حدثني عبد الله بن يعقوب بن إسحاق مولى معاوية [مجهول]: حدثنا يحيى بن سعيد، عن الزهري، قال: أتت عليَّ امرأةٌ من المهاجرات، قد جعلت درعها في كمها خوفاً تخرج منها أصابعها، فحدثتني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة".
أخرجه ابن أبي الدنيا في النفقة على العيال (٤٠٨).
° والحاصل: فإن هذا حديث صحيح، أخرجه البخاري في صحيحه، وصححه الترمذي وابن حبان والحاكم وأبو موسى المديني، والعمدة فيه على رواية أثبت الناس في الزهري: معمر بن راشد، وشعيب بن أبي حمزة، ومن تابعهما، بإثبات هند بنت الحارث في إسناد هذا الحديث، والله أعلم.
° قال الدارقطني في العلل (١٥/ ٢٥٤/ ٤٠٠١) بعدما أطال في ذكر الاختلاف فيه على سفيان بن عيينة: "والحديث حديث هند".
° فائدة: قال ابن بطال في شرح البخاري (٩/ ١١٦): "ألا ترى قول الزهرى: وكانت هند لها أزرار فى كميها بين أصابعها، وإنما فعلت ذلك لئلا يبدو من سعة كميها شيء من جسدها، فتكون وإن كانت ثيابها غيرَ واصفة لجسدها داخلة في معنى قوله: كاسية عارية" [وانظر في وجوه معنى كاسية عارية: الفتح لابن حجر (١٣/ ٢٣)، وقد ذكر منها خمسة أوجه].
وقال أيضًا (١٠/ ١٤): "ودل حديث أم سلمة على الوجه الذي يكون به الفساد، وهو ما يفتح الله عليهم من الخزائن، وأن الفتن مقرونة بها، ويشهد لذلك قول الله تعالى: {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (٦) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (٧)} [العلق: ٦، ٧]، فمن فتنة المال ألا ينفق في طاعة الله، وأن يمنع منه حق الله، ومن فتنته السرف في إنفاقه ألا ترى قوله - صلى الله عليه وسلم -: "رب كاسية فى الدنيا عارية في الآخرة"، قال المهلب: فأخبر أن فيما فتح من الخزائن فتنة