المسجد، فقام فيه يصلي، وقمتُ إلى السقاء، فتوضأت، ثم جئت إلى المسجد فقمت عن يساره، فتناولني فأقامني عن يمينه، فصلى وصليت معه ثلاث عشرة ركعة، ثم قعد، وقعدت إلى جنبه، فوضع مرفقه إلى جنبي، وأصغى بخده إلى خدي، حتى سمعت نفس النائم، فبينا أنا كذلك إذ جاء بلال، فقال: الصلاة يا رسول الله، فسار إلى المسجد، واتبعته، فقام يصلي ركعتي الفجر، وأخذ بلال في الإقامة.
وقد ذهب محققو الإتحاف وطبعة المكنز إلى أن شيخ أحمد هو عبيد الله بن محمد بن حفص بن عمر بن موسى بن عبيد الله العيشي، وهو: ثقة.
• وقد تابعه عليه: عبد الله بن بكار: نا محمد بن ثابت: نا جبلة بن عطية، عن إسحاق بن عبد الله، عن ابن عباس، قال: تضيفت ميمونة. . .، فذكره بنحوه، وفيه: فأخذ خرقة عند رأس الفراش، فاتزر بها، وخلع ثوبيه فعلقهما، ثم دخل معها في لحافها، حتى إذا كان في آخر الليل قام إلى سقاء معلق فحله.
أخرجه أبو الشيخ في أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - (٢/ ٤٨٣/٥١٥)، والبغوي في الشمائل (٨٤٠)، وأبو طاهر السلفي في العاشر من المشيخة البغدادية (٧)(١٠٠٧ - مشيخة المحدثين البغدادية)[زيد في إسناده كريب، ولا يثبت] [الإتحاف (٧/ ١٠/ ٧٢٢٦)، المسند المصنف (١١/ ٦٣٩/ ٥٦٤٣)].
وعبد الله بن بكار، أبو عبد الرحمن، من أهل البصرة: ذكره ابن حبان في الثقات (٧/ ٦٢)، وترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام (١٧/ ٢١٣) بقوله: "سمع عكرمة بن عمار، ومحمد بن ثابت البناني، روى عنه: أبو يعلى الموصلي، وهو من كبار شيوخه"، وذكره ضمن من روى عن عكرمة بن عمار (٩/ ٥٢٦)، وقال:"شيخ لقيه أبو يعلى"، وهذا يدل على مغايرته بينه وبين عبد الله بن بكار من ولد أبي موسى الأشعري الذي ترجم له العقيلي في الضعفاء (٢/ ٢٣٧)، وقال:"عبد الله بن بكار الأشعري: مجهول في النسب والرواية، حديثه غير محفوظ"،لذا أورد الذهبيُّ الأشعريَّ في الميزان (٢/ ٣٩٨)، ولم يورد شيخ أبي يعلى [الثقات لابن قطلوبغا (٥/ ٤٨٨)، اللسان (٤/ ٤٤٢)].
وأما الراوي عن ابن عباس؛ فهو: إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل: روى عنه جماعة من صغار التابعين، ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في ثقات أتباع التابعين، مما يقتضي إرساله عن ابن عباس [معرفة الثقات (٦٩)، الجرح والتعديل (٢/ ٢٢٧)، الثقات (٦/ ٤٦)، تاريخ دمشق (٨/ ٢٣٤)، التهذيب (١/ ١٢٢)]، وهو غير إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن كنانة [مدني ثقة، سمع ابن عباس. راجع: ترجمته عند الحديث المتقدم برقم (١١٦٥)].
وجبلة بن عطية: فلسطيني ثقة.
قلت: وهو حديث منكر؛ تفرد به محمد بن ثابت العبدي، وأتى فيه بألفاظ لم يتابع عليها، وسياقه غريب جدًّا، ومحمد بن ثابت: ليس بالقوي، تفرد بأحاديث أُنكرت عليه