فيه: عن ابن الأدرع، والوهم فيه من طلحة بن يحيى، والأقرب أنه: ابن النعمان الزرقي الأنصاري المدني، نزيل بغداد، وثقه ابن معين وعثمان بن أبي شيبة، وقال أبو داود:"لا بأس به"، وقال أحمد:"مقارب الحديث"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو حاتم:"ليس بقوي"، وقال يعقوب بن شيبة:"طلحة بن يحيى: شيخ ضعيف جدًا، ومنهم من لا يكتب حديثه لضعفه" [الجرح والتعديل (٤/ ٤٨٢)، تاريخ بغداد (١٠/ ٤٧٤)، تاريخ الإسلام (١١/ ١٩٥)، إكمال مغلطاي (٧/ ٨٨)، التهذيب (٢/ ٢٤٥)].
* وقد خولف فيه هشام بن سعد:
فقد رواه أبو يعلى، قال: نا محمد بن إسحاق المسيبي [مدني، ثقة]: نا سليمان بن داود بن قيس [قال أبو حاتم: "شيخ لا أفهمه كما ينبغي"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الأزدي:"تُكُلِّم فيه". الجرح والتعديل (٤/ ١١١)، الثقات (٨/ ٢٧٥)، اللسان (٤/ ١٤٩)]، عن داود بن قيس [الفراء: مدني، ثقة]، عن زيد بن أسلم، عن سلمة بن الأكوع؛ أنه قال: كنت أحرس رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لبعض حاجته، فاتكأ على يدي، فمررنا برجل في المسجد رافعًا صوتَه يصلي، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "عسى أن يكون هذا مرائيًا"، قال: فقلت: يا رسول الله! رجل يصلي، ويدعو ربه! قال: فرفض يدي، ثم قال:"إنكم لن تنالوا هذا الأمر بالمغالبة والشدة"، قال أحدهما، قال: ثم خرج ليلة أخرى فوجدني, فاتكأ على يدي، فمررنا برجل يصلي في المسجد رافعًا صوته، فقلت: يا رسول الله عسى أن يكون هذا مرائيًا، قال:"لا، ولكنه أواه"، فذهبت أنظر فإذا هو عبد الله ذو البجادين، والآخر أعرابي.
أخرجه أبو يعلى (١٢/ ٣٧٢/ ٢٩١١ - مطالب)، ومن طريقه: ابن عساكر في تاريخ دمشق (٢٢/ ١٠٢).
قلت: فلا يثبت هذا من حديث داود بن قيس الفراء، وقد اشتهر الحديث من حديث هشام بن سعد، حيث رواه عنه جماعة من الثقات والحفاظ.
فلا يُعرف هذا من حديث سلمة بن الأكوع، وإنما هو حديث محجن بن الأدرع.
وهشام بن سعد: مدني، صدوق، لم يكن بالحافظ، يهم ويخطئ؛ ثبت في زيد بن أسلم، وليس بذاك القوي في غيره، قال أبو داود:"هشام بن سعد أثبت الناس في زيد بن أسلم"، وإنما يُقبل حديثه أو يُردُّ بالقرائن الدالة على حفظه للحديث، أو عدم ضبطه له، وقد ضعفه النسائي وابن معين، وليناه في رواية، ووافقهما على تليينه جماعة [انظر: التهذيب (٤/ ٢٧٠) وغيره] [وقد سبق الكلام على هشام بن سعد مرارًا، ومتى يقبل حديثه، ومتى يردُّ، وانظر مثلًا: ما تقدم برقم (١١٧ و ٤١٠ و ٤٢٤ و ٩٠٥ و ٩٢٧ و ٩٤١)].
والحاصل: فإن إسناده منقطع؛ كما قال البيهقي، وهو صالح في المتابعات.
* وله إسناد آخر فيه رجل مبهم:
رواه يزيد بن زريع [بصري، ثقة ثبت]: حدثنا يونس [هو: ابن عبيد البصري: ثقة