للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عبد الأعلى، وهو: مصري ثقة]، وكامل بن طلحة الجحدري [لا بأس به]، ومحمد بن الحسن الشيباني [ضعيف]:

فرووه عن مالك، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن؛ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يُرغِّب في قيام رمضان من غير أن يأمر بعزيمةٍ، فيقول: "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه".

قال مالك: قال ابن شهاب: فتوفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والأمر على ذلك، ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر -رضي الله عنه-، وصدرًا من خلافة عمر بن الخطاب.

أخرجه مالك في الموطأ (١٤٨ - رواية القعنبي) (٢٧٦ و ٢٧٧ - رواية أبي مصعب) (٢٤٠ - رواية الشيباني)، ومن طريقه: ابن أبي شيبة (٢/ ١٦٥/ ٧٧٠٤)، وأبو عوانة (٢/ ٢٤٩/ ٣٠٤١)، وأبو أحمد الحاكم في عوالي مالك (١٤٩)، وابن المظفر في غرائب مالك (١٠٦)، والخطيب في المدرج (١/ ٤٦٧). [المسند المصنف (٣١/ ٦٣٧/ ١٤٦١٩)].

قال أبو أحمد الحاكم بعد أن رواه مرسلًا: "روى هذا الحديث: عبد الله بن وهب وعبد الرزاق بن همام، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-".

قلت: أخاف أن يكون الوهم وقع في رواية الخطيب لما رواه من طريق معن بن عيسى وابن القاسم؛ فإن ابن عبد البر عدهما فيمن رواه عن مالك متصلًا، وهو برواة الموطأ أبصر من غيره.

والحاصل: فقد اختلفت الرواية عن أصحاب مالك ورواة الموطأ في وصل وإرسال هذا الحديث، ووصلُه محفوظٌ عن الزهري، فلعل مالكًا احتاط فأرسله مرة، بعد أن وصله مرات، فوقع ذلك أيضًا لأصحابه، وعلى هذا: فالوصل محفوظ عن مالك، حيث رواه عنه بالوصل جماعة من ثقات أصحابه المتقنين بأسانيد صحيحة، والله أعلم.

* خالفهم في إسناده فوهم فيه:

أبو عاصم النبيل [الضحاك بن مخلد: ثقة ثبت] [وقد تحرف في بعض المصادر إلى: أبي صالح]:

فرواه عن مالك، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة؛ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رغَّب في قيام رمضان بغير عزيمة، وقال: "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه".

قال ابن شهاب: وكان الأمر على ذلك حتى توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وفي خلافة أبي بكر، وصدرًا من خلافة عمر.

أخرجه أبو علي الطوسي في مختصر الأحكام (٤/ ١٢/ ٧٤٢)، وأبو علي المدائني في فوائده (٨)، والخطيب في المدرج (١/ ٤٦٤).

وقد شنع الخطيب على أبي عاصم في هذا الوهم، فقال في سياق الكلام عن حديث

<<  <  ج: ص:  >  >>