فقال: فما تماري ولا شك، قال: ليلة تسع عشرة، ليلة الفرقان، ليلة التقى الجمعان. لفظ يزيد بن هارون [عند ابن أبي شيبة]، وبنحوه رواه أبو النضر [عند البيهقي].
وفي رواية خالد بن الحارث [عند البخاري]: سمع المسعودي، سمع حوطاً، سمع زيد بن أرقم، قال: ليلة القدر ليلة تسع عشرة، وهي ليلة الفرقان.
وفي رواية زيد بن الحباب [عند الطبراني]: ثنا المسعودي: حدثني حوط العبدي، قال: سألت زيد بن أرقم عن ليلة القدر، فقال: ما أشك وما أمتري أنها ليلة سبع عشرة، ليلة نزول القرآن، ويوم التقى الجمعان. وبنحوه رواه المقرئ [عند العقيلي]، وحسين [عند ابن منيع]، وأبو النضر وابن فارس [عند الخطيب]، قالوا: سبع عشرة.
أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ٣٢٦/ ٩٥٣١)(٦/ ٩٧٨٦ - ط الشثري)، وأحمد بن منيع في مسنده (٦/ ٢٤٢/ ١١٢٠ - مطالب)، والبخاري في التاريخ الكبير (٣/ ٩١)، وفي الضعفاء الصغير (٩٤)، والعقيلي في الضعفاء (١/ ٣٢٠)(١/ ٥٥٩ - ط التأصيل)، والطبراني في الكبير (٥/ ١٩٨/ ٥٠٧٩)، وابن عدي في الكامل (٢/ ٤٤٨)(٤/ ٢٠٦/ ٥٩٠٨ - ط الرشد)، والدارقطني في المؤتلف (٢/ ٨٥٩)، والبيهقي في الشعب (٦/ ٢٤٦/ ٣٤١٨)، والخطيب في الموضح (١/ ١٠٧ و ١٠٨).
قال البخاري:"وهذا منكر، لا يتابع عليه" [وانظر فيمن حكى قول البخاري: ضعفاء العقيلي، والكامل لابن عدي، والموضح للخطيب، وفي الكامل:"وهذا حديث منكر، لا يتابع عليه"].
وقال العقيلي:"والأحاديث الصحاح في ليلة القدر: جاء في العشر الأواخر".
وقال ابن عدي:"وحوط هذا أيضاً: ليس له كير ما ذكره البخاري، ولم ينسب حوط إلا في هذا الحديث المقطوع"، يعني: أنه مجهول، لا يُعرف إلا بهذا الأثر.
وحوط هذا: ذكره أبو زرعة الرازي في أسامي الضعفاء بهذا الأثر، وكذلك أدخله البخاري في الضعفاء، وروى له هذا الأثر، ثم أنكره عليه، وكذلك فعل العقيلي وابن عدي، لكن قال أبو حاتم:"هو شيخ يكتب حديثه"، وجمع ابن حبان بينه وبين آخر فأدخله في ثقاته فأخطأ، والصواب التفريق، وقال الذهبي:"لا يُدرى من هو" [أسامي الضعفاء (٧٥)، الجرح والتعديل (٣/ ٢٨٨)، الثقات (٤/ ١٨١)، اللسان (٣/ ٣٠٧)، الثقات لابن فطلوبغا (٤/ ٧١)].
» وقد روى الحارث بن أبي أسامة في مسنده (٦/ ٢٤٤/ ١١٢١ - مطالب)(٣٣٢ - بغية الباحث): حدثنا كثير بن هشام [الكلابي أبو سهل الرقي: ثقة]: ثنا جعفر بن برقان [الرقي: ثقة؛ إلا في الزهري]، قال: سمعت رجلاً من قريش، يقول: كان عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما -، يقول: هي الليلة التي لقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في يومها أهل بدر، قال: يقول الله - عز وجل -: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ}، قال جعفر: بلغني أنها ليلة ست عشرة أو سبع عشرة.