ومنها: أنه ليس لنافع عن المغيرة في الكتب الستة سوى هذا الحديث، وليس له في أطراف العشرة ولا حديث واحد [انظر: التحفة (٨/ ١٩٧/ ١١٥٣٢)، جامع المسانيد والسنن (٨/ ١٧٩)، الإتحاف (١٣/ ٤٤٢)].
ثم هو حديث غريب؛ فإن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد: مدني، ثقة، كثير الأصحاب، روى عنه جماعة من الأئمة والثقات، مثل: مالك، والليث بن سعد، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وأبي ضمرة أنس بن عياض، وحيوة بن شريح، وبكر بن مضر، وإبراهيم بن سعد، وسفيان بن عيينة، وعبيد الله بن عمر العمري، وغيرهم.
ثم ينفرد عنه هنا بهذا الحديث دون هؤلاء: يحيى بن أيوب الغافقي المصري، وهو: صدوق سيئ الحفظ، يخطئ كثيرًا، له غرائب ومناكير يتجنبها أرباب الصحاح، وينتقون من حديثه ما أصاب فيه [وقد سبق ذكره مرارًا في فضل الرحيم، وانظر في أوهامه فيما تقدم معنا في السنن على سبيل المثال: الحديث رقم (١٥٨ و ٧١٨ و ١٣٣٣)، وما تحت الحديث رقم (٢٢٨ و ٣٣٥)، وانظر هناك ترجمته موسعة].
* * *
١٣٩٣ - قال أبو داود: حدثنا مسدَّد: حدثنا قُرَّانُ بن تمام،
وحدثنا عبد الله بن سعيد: حدثنا أبو خالد - وهذا لفظه -، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى، عن عثمان بن عبد الله بن أوس، عن جده؛ - قال عبد الله بن سعيد في حديثه: أوس بن حذيفة -، قال: قدِمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وفد ثقيف، قال: فنزلت الأحلافُ على المغيرة بن شعبة، وأَنزَلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مالك في قُبَّةٍ له، قال مسدد: وكان في الوفد الذين قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ثقيف، قال: كان كل ليلة يأتينا بعد العشاء يحدثنا، قال أبو سعيد: قائمًا على رجليه حتى يراوح بين رجليه من طول القيام، وأكثر ما يحدثنا ما لقي من قومه من قريش، ثم يقول:"لا سواءٌ [وفي بعض النسخ: لا أنسى]، كنا مستضعفين مستذلين - قال مسدد: بمكة -، فلما خرجنا إلى المدينة كانت سِجالُ الحرب بيننا وبينهم، نُدالُ عليهم ويُدالُون علينا"، فلما كانت ليلةَ أبطاَ عند الوقت الذي كان ياتينا فيه، فقلنا: لقد أبطأتَ عنا الليلة، قال:"إنه طرأ عليَّ جُزئي من القرآن، فكرهت [أن] أجيء حتى أتمه".
قال أوس: سألتُ أصحابَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كيف تحزِّبون القرآن؟ قالوا: