*وهم في إسناده؛ فلم يضبط اسم شيخ قتادة: سلام بن مسكين [ثقة]؛ فرواه عن قتادة، عن رجل، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى أدخلته الجنة".
أخرجه أبو عمرو الداني في البيان في عد آي القرآن (٣٧).
هكذا أبهم سلامٌ اسمَ شيخ قتادة، وإنما هو عباس الجشمي، كما صرح به شعبة وعمران القطان.
قلت: عباس الجشمي: مقل في الحديث، لا يُعرف له سماع من أبي هريرة، روى عنه: قتادة، وسعيد بن إياس الجريري، وذكره ابن حبان في الثقات، وأخرج حديثه هذا في صحيحه، وصحح له الحاكم أيضًا، وحسن له الترمذي والبيهقي [التاريخ الكبير (٧/ ٤)، التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة (١/ ٤٧٧/ ١٨٩٨ - السفر الثاني)، الثقات (٥/ ٢٥٩)، التهذيب (٢/ ٢٩٧)].
قال المنذري في مختصر السنن (١/ ٤٠٧/ ١٣٥٤): "وقد ذكره البخاري في التاريخ الكبير من رواية عباس الجشمي عن أبي هريرة، ... ، وقال: لم يذكر سماعًا من أبي هريرة. يريد أن عباسًا الجشمي روى هذا الحديث عن أبي هريرة، ولم يذكر فيه أنه سمعه من أبي هريرة" [نقله عنه: ابن الملقن في البدر المنير (٣/ ٥٦٢)، [قلت: ولم أقف عليه في التاريخ الكبير].
قلت: ومثله يحسن حديثه إذ لم ينفرد بأصل وسنة، وله شواهد تشهد لثبوته من حديث ابن مسعود وأنس، كما قد ثبت مقطوعًا على حميد بن عبد الرحمن، وابن شهاب الزهري، ومثله لا يقال من قبل الرأي والاجتهاد، والله أعلم.
• وانظر فيمن أفحش فيه الوهم على شعبة: ما أخرجه جعفر المستغفري في فضائل القرآن (٩٦٣)] [تفرد به: نصر بن حماد، عن شعبة عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله تبارك وتعالى -يعني: قال- ليس يقرأ تبارك أحد يوم الجمعة إلا غفر له"]، [وهذا حديث موضوع؛ نصر بن حماد الوراق: متروك، ذاهب الحديث، منكر الحديث عن شعبة، له عنه أوابد، وكذبه ابن معين، وقال فيه الأزدي:"هو وَضَع على شعبة، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله عزَّ وجلَّ ليس بتاركٍ أحدًا يوم الجمعة إلا غفر له"، وليس لهذا أصل عن شعبة"] [راجع تخريجه في فضل الرحيم الودود (١١/ ٢٧٨/ ١٠٥٢)].
*وله شواهد رويت بمعناه:
١ - حديث ابن عباس:
وقد روي عنه من وجوه، منها:
أ- روى محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب [ثقة]؛ وشعيب بن حرب [ثقة،