توثيقه، وأثنى عليه ابن المبارك وأحمد، وقال فيه أبو حاتم على تشدده:"جليل ثقة" [التهذيب (١/ ٥٨٧)]، وقد زاد في الإسناد رجلًا، والقول هنا لمن زاد، فالزيادة من الثقة الحافظ مقبولة؛ لا سيما والحديث غريب عن ابن المبارك.
وجعفر بن المطلب بن أبي وداعة: روى عنه: عكرمة بن خالد، وعاصم بن سليمان الأحول، وابن أخيه سعيد بن كثير بن المطلب، وابنه سعيد بن جعفر، وعبد العزيز بن رفيع، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وقال في المشاهير:"من متقني أهل مكة وكان فاضلاً" [مسند أحمد (٤/ ١٩٩)، التاريخ الكبير (٢/ ١٩٩)، الجرح والتعديل (٢/ ٤٨٩)، الثقات (٤/ ١٠٥)، المشاهير (٦٢١)، إكمال مغلطاي (٣/ ٢٣٣)، التهذيب (١/ ٣١٣)].
° وعليه: فهو إسناد رجاله ثقات؛ عدا جعفر بن المطلب، وهو: حسن الحديث، والله أعلم.
٣ - حديث أبي هريرة:
° رواه موسى بن أيوب [النصيبي: ثقة]، ومحمد بن آدم [المصيصي: ثقة]، ومحمد بن كثير [ابن أبي عطاء المصيصي: صدوق كثير الغلط]، ومسلم بن أبي مسلم الجرمي:
قال موسى: حدثنا مخلد بن حسين -سمعته منه مرارًا-، عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ سورة النجم فسجد، وسجد معه كل شيء من إنس وجن وشجر. وبنحوه رواه محمد بن آدم ومحمد بن كثير.
ولفظ الجرمي [عند البزار]: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كُتبت عنده سورة النجم، فلما بلغ السجدة سجد وسجدنا معه، وسجدت الدواة والقلم.
أخرجه البزار (٧٥٣ - كشف الأستار)، والطحاوي في شرح المعاني (١/ ٣٥٣)، والدارقطني (١/ ٤٠٩)، وابن شاهين في الناسخ (٢٣٩)، وأبو نعيم في الحلية (٨/ ٢٦٧). قال البزار:"لا نعلم رواه بهذا اللفظ إلا أبو هريرة، ولا نعلمه إلا من هذا الوجه، تفرد به مخلد عن هشام".
وقال أبو بكر ابن أبي داود:"لم يروه عن هشام إلا مخلد".
وقال أبو نعيم:"غريب من حديث محمد بن سيرين، لم نكتبه إلا من هذا الوجه".
قلت: أما لفظه عند البزار من رواية الجرمي: فهو منكر؛ حيث تفرد به: مسلم بن عبد الرحمن الجرمي، وقد ذكره ابن حبان في الثقات، وقال:"ربما أخطأ"، وقال الأزدي:"حدث بأحاديث لا يتابع عليها، وكان إماماً بطرسوس"، وقال الخطيب:"وكان ثقة"، وقال ابن حجر:"وأورد له البيهقي من وجهين: عنه عن مخلد بن حسين عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعاً: "لا يقل أحدكم زرعت، ولكن ليقل: حرثت"، وقال: إنه غير قوي. قلت: وليس في إسناده من ينظر فيه غير مسلم هذا" [الجرح والتعديل (٨/ ١٨٨)، الثقات (٩/ ١٥٨)، سنن البيهقي (٦/ ١٣٨)، المتفق والمفترق