لم يروه عن يحيى بن سعيد غيره، ويخشون أن يكون خطأ، وإنما يعرف بهذا الإسناد: حديث التفليس، ويروى هذا الحديث عن عمر بن عبد العزيز عن أبي سلمة، وأما بهذا الإسناد عن يحيى بن سعيد: فلم يروه غير ابن عيينة، والله أعلم".
قلت: قد اشتهر هذا الحديث عن ابن عيينة، وروي أيضاً من حديث مالك والثوري، وليس من حديثهما [انظر: ما أخرجه الدارقطني في العلل (٩/ ٦٧/ ١٦٤٦)، وفي الأفراد (٢/ ٣٣٧/ ٥٥١١ - أطرافه)].
وقد ذكر الدارقطني الاختلاف فيه على عمر بن عبد العزيز، ولم يرجح شيئاً [انظر: علل الدارقطني ٩١/ ٦٦/ ١٦٤٦)، [وانظر أيضاً: العلل (٤/ ٢٦٥/ ٥٥١) و (٨/ ١٠/ ١٣٧٦)].
قلت: ما قاله الذهلي ليس ببعيد؛ أن يكون وهم فيه سفيان بن عيينة، حيث انفرد به عن يحيى بن سعيد الأنصاري المدني؛ الثقة الثبت الإمام، وهو كثير الأصحاب.
° وإنما يروى هذا الحديث: عن محمد بن قيس [المدني قاص أو قاضي عمر بن عبد العزيز: ثقة]، عن عمر بن عبد العزيز، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: سجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (١)} [كما تقدم في الطريق السابقة].
° وأما حديث الإفلاس:
فيروبه مالك بن أنس، والليث بن سعد، وعمرو بن الحارث، وشعبة، وزهير بن معاوية، وسفيان الثوري، وحماد بن زيد، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، وعبدة بن سليمان، وهشيم بن بشير، ويحيى بن سعيد القطان، وحفص بن غياث، وأبو ضمرة أنس بن عياض، ويزيد بن هارون، وأبو خالد سليمان بن حيان الأحمر، وعمرو بن دينار [وعنه: ابن عيينة، واختلف عليه]، وسفيان بن عيينة [وعنه: الحميدي، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن موسى الأنصاري، وعمرو بن عبد الله، والعباس بن يزيد، ومحمد بن داود الواسطي]:
عن يحيى بن سعيد، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عمر بن عبد العزيز، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "أيما رجل أفلس فأدرك رجلٌ مالَه بعينه، فهو أحق به من غيلاه". لفظ مالك.
ولفظ زهير [عند البخاري ومسلم]: "من أدرك ماله بعينه عند رجل -أو: إنسان- قد أفلس فهو أحق به من غيره".
ولفظ هشيم [عند أبي يعلى]: "من وجد عين ماله عند رجل قد أفلس، فهو أحق به من سواه من الغرماء".
ولفظ الثوري [عند عبد الرزاق، وبنحوه عند الباغندي وابن حبان]: "أيما رجل أفلس، وعنده سلعة بعينها، فصاحبها أحق بها دون الغرماء". ووقعت هذه اللفظة أيضًا في رواية يزيد بن هارون [عند أبي عوانة].
أخرجه البخاري (٢٤٠٢)، ومسلم (١٥٥٩) (٢٩٩ - مخطوط) (٤/ ٢٥٣/ ١٥٩٣ - ط