ثلاثتهم: عن أبي بكر بن أبي مريم: حدثني عطية بن قيس الكلاعي، عن معاوية بن أبي سفيان: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنما العينان وكاء السه، فإذا نامت العينان استطلق الوكاء".
وفي رواية الطبراني في الكبير: زاد الوليد بن مسلم وعنعنه: "فمن نام فليتوضأ".
أخرجه الدارمي (١/ ١٩٨/ ٧٢٢)، وأحمد (٤/ ٩٦)، وأبو يعلى (١٣/ ٣٦٢/ ٧٣٧٢)، والطحاوي من المشكل (١/ ٣٠٤/ ٢٧٩ - ترتيبه)، والطبراني في مسند الشاميين (١٤٩٤)، وفي الكبير (١٩/ ٣٧٢/ ٨٧٥)، وابن عدي (٢/ ٣٨)، والدارقطني (١/ ١٦٠)، وأبو نعيم في الحلية (٥/ ١٥٤) و (٩/ ٣٠٥)، والبيهقي في السنن (١/ ١١٨)، وفي الخلافيات (٢/ ١٣٥ - ١٣١/ ٣٩٢ و ٣٩٣)، وفي المعرفة (١/ ٢١١/ ١٦٧)، وابن عبد البر في التمهيد (١٨/ ٢٤٧)، والخطيب في التاريخ (٧/ ٩٢)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٤٠/ ٤٦٨)، وابن الجوزي في التحقيق (١٦٥).
وإسناده ضعيف؛ لأجل ابن أبي مريم.
ومع كون الضعف في حديث علي ومعاوية يسيرًا، ومما يقبل التقوية والاعتقاد، إلا أن الأئمة قد ضعفوهما، فها هو الإمام الكبير أبو حاتم يقول لابنه عن الحديثين معًا: "ليسا بقويين" [العلل (١/ ٤٧)].
وتابعه عليه ابن عبد البر، فقال في التمهيد: "هذان الحديثان ليسا بالقويين"، وقال في الاستذكار (١/ ١٥١): "وهما حديثان ضعيفان، لا حجة فيهما من جهة النقل".
وأما ابن حزم فإنه مع كونه يقول بهما، وقد احتاج إليهما في الاحتجاج، إلا أنه ضعفهما، فقال في المحلى (١/ ٢٣١): "هذان أثران ساقطان لا يحل الاحتجاج بهما".
وضعف عبد الحق الإشبيلي الحديثين، وقال في حديث علي: "ليس بمتصل" [الأحكام الوسطى (١/ ١٤٦)].
ووافقه عليه ابن القطان في بيان الوهم (٣/ ٩)، وزاد على الإرسال ثلاث علل أخرى لا يُسلَّم له فيها القول.
وانظر: بيان علل الحديثين في الإمام لابن دقيق العيد (٢/ ٢١٤ و ٢١٥).
• ولحديث معاويه علة أخرى تبين سبب عدم صلاحيته في باب الشواهد:
فقد خالف مروانُ بن جناح [لا بأس به. التقريب (٩٣١)] ابنَ أبي مريم:
فرواه عن عطية، عن معاوية، قال: العين وكاء السه. موقوف، وهو المحفوظ.
أخرجه ابن عدي (٢/ ٣٨). ومن طريقه: البيهقي في السنن (٨/ ١١١ - ١١٩)، وفي الخلافيات (٢/ ١٣٢/ ٣٩٤).
قال البيهقي في الخلافيات: "قال الوليد [بن مسلم]: ومروان أثبت من أبي بكر بن أبي مريم. وقال أحمد [يعني: ابن حنبل]- فيما بلغنا عنه -: حديث علي الذي يرويه الوضين بن عطاء: أثبت من حديث معاوية في هذا الباب" [ونقله أيضًا: ابن دقيق العيد من الإمام (٢/ ٢١٥)، وابن عبد الهادي في التنقيح (١/ ١٤٤)، وابن حجر في التلخيص (١/ ٢٠٨)].