والدالاني: ليس بالقوي، وروينا عن شعبة أنه قال: لم يسمع قتادة من أبي العالية: إلا أربعة أحاديث ليس هذا منها، فسقط جملةً، ولله الحمد".
وقال البيهقي في الخلافيات: "تفرد بآخر هذا الحديث: أبو خالد يزيد بن عبد الرحمن الدالاني عن قتادة، وأنكره عليه جميع أئمة أهل الحديث".
وقال في المعرفة: "فأما هذا الحديث فإنه قد أنكره على أبي خالد الدالاني: جميع الحفاظ، وأنكروا سماعه من قتادة: أحمد بن حنبل، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وغيرهما، ولعل الشافعي -رحمه الله- وقف على علة هذا الأثر حتى رجع عنه في الجديد".
وقال ابن عبد البر: "وهو عندهم حديث منكر، لم يروه أحد من أصحاب قتادة الثقات، وإنما انفرد به أبو خالد الدالاني، وأنكره عليه، وليس بحجة فيما نقل".
وقال عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الوسطى (١/ ١٤٦): "هو حديث منكر، وليس بمتصل الإسناد، لم يسمعه أبو العالية من ابن عباس".
وقال النووى في المجموع (٢/ ٢٠): "حديث ضعيف باتفاق أهل الحديث، وممن صرح بضعفه من المتقدمين: أحمد بن حنبل، والبخاري، وأبو داود، قال أبو داود وإبراهيم: "هو حديث منكر"، ونقل إمام الحرمين في كتابه الأساليب: إجماع أهل الحديث على ضعفه، وهو كما قال، والضعف عليه بيِّن".
وقال ابن الملقن في البدر المنير (٢/ ٤٣٤): "وهو حديث ضعيف".
• وحديث ابن عباس هذا أصله في الصحيحين في قصة مبيته عند خالته ميمونة لينظر كيف صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بالليل [وهو مخرج في الدعاء فليراجع] والشاهد منه قوله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نام حتى نفخ، ثم قام فصلى، ولم يتوضأ، ولم يرو أحد من أصحاب ابن عباس هذه الزيادة.
قال البيهقي بعده: "ونومه هذا كان مضطجعًا، وكان - صلى الله عليه وسلم - يترك الوضوء منه مخصوصًا".
ثم أسند حديث ابن عباس الذي فيه ذكر الاضطجاع وفيه تفسير سفيان بن عيينة، إذ قال سفيان: "وهذا للنبي - صلى الله عليه وسلم - خاصة؛ لأنه بلغنا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تنام عيناه، ولا ينام قلبه"، وهو حديث متفق عليه.
وراجع تعليق العلامة أحمد شاكر على جامع الترمذي، وقول النووي بأنه من خصائص النبي - صلى الله عليه وسلم - في شرح مسلم (٤/ ٧٤).
ولهذا الحديث ألفاظ أخرى منها: "ليس على من نام ساجدًا وضوء، حتى يضطجع" [لفظ أحمد]، وذكر البيهقي من ألفاظه: "لا يجب الوضوء على من نام جالسًا أو قائمًا أو ساجدًا؛ حتى يضع جنبه، فإنه إذا وضع جنبه استرخت مفاصله".
• وفي الباب أحاديث أخرى:
عن ابن عباس، وأبي هريرة، وأبي أمامة، وحذيفة، وأنس، وأبي سعيد الخدري،