معك آية الكرسي {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}؟ "، قال: بلى، قال: "ربع القرآن"، قال: "تزوج، تزوخ، تزوج".
أخرجه مسلم في التمييز (٦٧)، والترمذي (٢٨٩٥). وأحمد (٣/ ١٤٦ و ٢٢١)، والبزار (١٢/ ٣٥٢/ ٦٢٤٧) و (١٢/ ٣٥٣/ ٦٢٤٨)، وابن الضريس في فضائل القرآن (٢٩٧). وابن الأعرابي في المعجم (٢/ ٨٠٥)، وابن حبان في المجروحين (١/ ٣٣٧)، وابن عدي في الكامل (٤/ ٣٥٨)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (١٠٢٦ و ١٠٢٧)، والبيهقي في شعب الإيمان (٤/ ٥٥٠/ ٢٢٨٥) و (٥/ ٦/ ٢٣٠٠)، والخطيب في تاريخ بغداد (١١/ ٣٧٩)، والواحدي في التفسير الوسيط (٤/ ٥٤١). [التحفة (١/ ٤٢٧/ ٨٧٠)، المسند المصنف (٣/ ١١٥/ ١٣١٠)].
قال مسلم في التمييز ص (١٩٤): "ذكر خبر واهٍ يدفعه الأخبار الصحاح"، فأسند حديث سلمة بن وردان عن أنس، ثم قال: "هذا الخبر الذي ذكرناه عن سلمة عن أنس: خبر يخالف الخبر الثابت المشهور، فنقل عوام أهل العدالة ذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو الشائع من قوله:" {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)} تعدل ثلث القرآن"، فقال ابن وردان في روايته: إنها ربع القرآن، ثم ذكر في خبره من القرآن خمس سور، لِقول في كل واحد منها: ربع القرآن، وهو مستنكر غير مفهوم صحة معناه، ولو أن هذا الكتاب قصدنا فيه الأخبار عن سنن الأخبار بما يصح وبما يستقيم لما استجزنا ذكر هذا الخبر عن سلمة بلفظه باللسان عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فضلاً عن روايته، وكذلك ما أخرجه من الأخبار المنكرة، ولكننا سوغنا روايته لعزمنا على إخبارنا فيه من العلة التي وصفنا، وسنذكر إن شاء الله ما صح من الأخبار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وسورة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)} أنها تعدل ثلث القرآن".
وقال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أنس، ولا عن غير أنس بهذا اللفظ".
وقال ابن حبان عن سلمة: "وكان يروي عن أنس أشياء لا تشبه حديثه، وعن غيره من الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، كأنه كان كبر وحطمه السن، فكان يأتي بالشيء على التوهم، حتى خرج عن حد الاحتجاج به".
وقال ابن عدي: "ولسلمة بن وردان غير ما ذكرت من الحديث، وليس بالكثير، وفي متون بعض ما يرويه أشياء منكرة، ويخالف سائر الناس".
وقال ابن عبد البر في التمهيد (١٩/ ٢٢٨): "والمحفوظ الثابت الصحيح في هذا الحديث وغيره: إنها لتعدل ثلث القرآن، دون شك".
قلت: هو حديث منكر عن أنس، تفرد به: سلمة بن وردان، وهو: منكر الحديث، وعامة حديثه عن أنس منكر [التهذيب (٢/ ٧٩)، الميزان (٢/ ١٩٣)، وأنكر عليه هذا الحديث، وأتبعه بقول الحاكم: "رواياته عن أنس أكثرها مناكير"، ثم قال الذهبي: "وصدق الحاكم"].