(٤/ ١١٧٧ - ط الغرب)، اللسان (٦/ ٢٣٥)، الثقات لابن قطلوبغا (٧/ ٣٩٦)].
فإن كان تفرد به: عمير بن عبد المجيد الحنفي البصري، عن عبد الحميد بن جعفر المدني، دون بقية أصحاب عبد الحميد على كثرتهم، فلا يحتمل تفرده، فهو حديث غريب، وإن كان كلام الطبراني يدل على أنه توبع؛ والله أعلم.
١٢ - ورواه خالد بن عبد الله الواسطي، وعبد الوارث بن سعيد:
عن الجريري، عن معبد بن هلال العنزي، [زاد عبد الوارث: عن رجل من آل معاوية يفقهونه] [وهو: القاسم بن عبد الرحمن، وقد سمع عقبة]، عن عقبة بن عامر، قال: كنت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في سفر، فقال: "أعجزت يا عقبة؟ "، قال: قلت: لا، قال: فسار ما شاء الله، ثم قال لي: "يا عقبة أعجزت؟ "، قال: قلت: نعم يا رسول الله، قال: فنزل وقال: "اركب"، قال: قلت: على مركبك يا رسول الله؟ قال: "نعم"، قال: فصلى بنا الغداة، فقرأ بـ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١)} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١)}، فلما سلم أقبل عليَّ، فقال: "أسمعت يا عقبة؟ يا عقبة أسمعت؟ ". وفي رواية: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لعقبة: "اقرأ بهما في صلاتك إذا صليت؛ فإنك لا تقرأ بمثلهما"؛ يعني: المعوذتين.
وهذا إسناد حسن. ويأتي تخريجه في حديث أبي سعيد في الشواهد.
١٣ - ورواه إسماعيل بن علية، وشعبة بن الحجاج:
عن الجريري، عن أبي العلاء بن الشخير، قال: قال رجل: كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في السفر، والناس يعتقبون، وفي الظَّهر قِلَّة، فحانت نزلة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونزلتي، فلحقني من بعدي فضرب منكبي، فقال: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١)}، فقلت: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١)}، فقرأها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقرأتها معه، ثم قال: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١)}، فقرأها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقرأتها معه، فقال: "إذا صليت فاقرأ بهما؛ فإنك لن تقرأ بمثلهما".
ورجاله ثقات، ويأتي تخريجه في حديث أبي سعيد في الشواهد.
* وحاصل ما تقدم ذكره من طرق حديث عقبة: أنه لا يثبت فيه ذكر سورة الإخلاص، إثما هو في فضل المعوذتين فقط، على اختلافٍ في سياق الحديث، حيث كان عقبة يتصرف في حكاية الواقعة، على نحو مما حضره منها، أو على حسب ما ينتفع به السامع، أو على حسب ما يقتضيه السبب الحامل له على ذكر الحديث لأصحابه، أو الاستشهاد به والاستدلال على معنى خاص، والله أعلم.
* وفي الباب مما جاء في فضل المعوذتين:
١ - حديث أبي سعيد الخدري:
* رواه سعيد بن إياس الجريري، واختلف عليه:
أ- فرواه القاسم بن مالك [المزني: صدوق، ليَّنه أبو حاتم. التهذيب (٣/ ٤١٩)، وهو من طبقة من سمع من الجريري بعد الاختلاط]، وعباد بن العوام [واسطي، ثقة، ممن سمع من الجريري بعد الاختلاط. انظر: بيان الوهم (٥/ ٢١٧)، الكواكب النيرات (٢٤)]: