للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولفظ أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري [عند أبي عوانة الإسفراييني (٣٨٢٢)]: عن سليمان [يعني: الأعمش]، عن شقيق [يعني: أبا وائل]، قال: قال عبد الله: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تعاهدوا القرآن؛ فلهو أشد تفصيًّا من صدور الرجال من النَّعَم من عُقُله، ولا يقولَنَّ أحدكم: نسيتُ آية كيت وكيت، بل هو نُسِّي".

تابعه على هذا الوجه برفع شقيه: أبو معاوية شيبان بن عبد الرحمن النحوي [عند الشاشي والخطيب]، وسعيد بن أبي عروبة [عند ابن حبان والطبراني]، وعبد الرحمن بن حميد الرؤاسي [ولا يثبت عنه] [عند الخطيب]، وموسى بن حبيب الكوفي [ولا يثبت عنه] [عند الخطيب].

أخرجه مسلم (٧٩٠/ ٢٢٩) [من طريق أبي معاوية وابن نمير]. وأبو عوانة (٢/ ٤٥٨/ ٣٨٢٠ - ٣٨٢٣)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٢/ ٣٨١/ ١٧٩٤)، والترمذي في العلل الكبير (٦٤٦)، والنسائي في الكبرى (٩/ ٢٦٧/ ١٠٤٩٣)، وابن حبان (٣/ ٣٩/ ٧٦٢) و (٣/ ٤١/ ٧٦٣)، وأحمد (١/ ٣٨٢/ ٣٦٢٠)، وابن أبي شيبة (٢/ ٢٤١/ ٨٥٦٨) (٥/ ٣٧٥/ ٨٧٩٦ - ط الشثري) و (٦/ ١٢٣/ ٢٩٩٩٣) (١٦/ ٤١٠/ ٣١٩٨٧ - ط الشثري)، والبزار (٥/ ١١٥/ ١٦٩٦)، والهيثم بن كليب الشاشي في مسنده (٢/ ٢٢/ ٤٨٤) و (٢/ ٢٣/ ٤٨٥)، والطبراني في الكبير (١٠/ ١٨٩/ ١٠٤١٨) و (١٠/ ١٩٨/ ١٠٤٤٩)، واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (٢/ ٣٧٩/ ٥٧٠)، والبيهقي (٢/ ٣٩٥)، والخطيب في الفصل للوصل المدرج في النقل (١/ ٢٤٨ - ٢٥٥)، وابن عساكر في المعجم (١٥٥٦). [التحفة (٦/ ٣٠٠/ ٩٢٦٧)، الإتحاف (١٠/ ٢٤٦/ ١٢٦٧٢)، المسند المصنف (١٩/ ٢٢/ ٨٧٢٤)].

قال الخطيب في المدرج: "ورفع جميع هذا الحديث عن الأعمش خطأ، هايقاف جميعه أيضًا عنه خطأ، وذلك أن الأعمش كان يرفع من آخره كلماتٍ في فصل النسيان، وهي قوله: "بل هو نُسِّي"، ويجعل الحديث كله عدا هذه الكلمات من كلام عبد الله، بيَّن ذلك أبو معاوية محمد بن خازم، وعيسى بن يونس، ووكيع بن الجراح، وعبد الله بن داود الخريبي، في روايتهم هذا الحديث عن الأعمش".

قلت: اعتمد مسلم رواية أثبت الناس في الأعمش، وأكثرهم له ملازمة، وهو أبو معاوية محمد بن خازم الضرير، والقدر المرفوع عنده هو شطر الحديث: "لا يقل أحدكم: نسيت آية كيت، وكيت، بل هو نُسِّي"، وهذا خلاف ما ذهب إليه الخطيب، ولهذا السبب -والله أعلم- ترك الثوري وشعبة رواية حديث الأعمش هذا، وأعرضا عنه، كما أعرض عنه البخاري, ورويا [أعني: الثوري وشعبة] حديث منصور لضبطه وإتقانه، واتفق الشيخان على إخراج حديث منصور، كما أن مسلمًا صدر رواية منصور التامة، وأتبعها برواية الأعمش التي وقع فيها التقصير من الأعمش، والله أعلم.

لذا فإنني لا أستبعد أن يكون ذلك من الأعمش نفسه، كان يوقفه أحيانًا، ويرفعه أحيانًا، ويرفع بعضه، ويوقف بعضه، ولا يضره ذلك؛ فإن الحديث كله محفوظ بتمامه

<<  <  ج: ص:  >  >>