روايته اختلاف لا يضر، حيث قرن يعقوب بن عبد الرحمن بحفص بن ميسرة، فوصله الأول، وأرسله حفص، والوصل محفوظ؛ إذ هو زيادة من ثقة؛ وقد قصر به حفص الصنعاني، وهو: لا بأس به، وضبطه يعقوب المدني، وأهل بلد الراوي أولى بحديثه من الغرباء] [وانظر: أطراف الغرائب والأفراد (١/ ٥٣٤/ ٣٠٥٨)، [وقد صححه مسلم، والحاكم، والبغوي، والجوزقاني].
ولفظ ابن بكير [عند مسلم]: كان من دعاء رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -: "اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحوُّل عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك".
* * *
١٥٤٦ - . . . بقية: حَدَّثَنَا ضَارة بن عبد اللّه بن أبي السُّلَيك [الألهاني]، عن دُوَيد بن نافع: حَدَّثَنَا أبو صالح السمان، قال: قال أبو هريرة: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو يقول:"اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الشقاق، والنفاق، وسوء الأخلاق".
* حديث منكر
أخرجه النسائي في المجتبى (٨/ ٢٦٤/ ٥٤٧١)، وفي الكبرى (٧/ ٢١٧/ ٧٨٥٣)، والبزار (١٥/ ٣٨٥/ ٨٩٩٢)، والطبراني في الدعاء (١٣٨٦)، وابن عدي في الكامل (٥/ ١٦٤ - ط العلمية)(٦/ ٣١٣/ ٩٦٧٤ - ط الرشد)، والبيهقي في الدعوات (٣٤٩)، والخطيب في تاريخ بغداد (١١/ ٢٢ - ط الغرب)، وإسماعيل الأصبهاني في الترغيب والترهيب (٣٢٢ و ١٢٢٠). [التحفة (٩/ ٦٧/ ١٢٣١٤)، المسند المصنف (٣٣/ ٤١٩/ ١٥٦١٠)].
رواه عن بقية بن الوليد: عمرو بن عثمان بن سعيد الحمصي [ثقة]، ومحمد بن عمرو بن حنان الحمصي [صدوق].
قال البزار:"وهذا الحديث لا نعلمه يروى إِلَّا عن أبي هريرة بهذا الإسناد".
وقال ابن عدي:"وضبارة هذا له غير ما ذكرت من الحديث قليل، ولا أعلم يروي عنه غير بقية".
قلت: هو حديث منكر؛ تفرد به عن أبي صالح السمان دون بقية أصحابه على كثرتهم من أهل المدينة وغيرها: دويد بن نافع، وهو: دمشقي سكن مصر، ولا يحتمل تفرد مثله عن أبي صالح المدني، وليس هو من أصحابه، ولا هو بالمشهور، ولا بالحافظ، وغاية ما يقال فيه: صدوق، ولا يبلغ ذلك، بل قال فيه الدارقطني:"ليس بقوي"، وأنكرت عليه أحاديث تفرد بها عن الزُّهري وعن أبي صالح، وليس له في الكتب الستة عن أبي صالح سوى هذا الحديث، وتفرد به عنه: ضبارة بن عبد اللّه بن مالك بن أبي السليل، وقيل: السليك، وهو: مجهول، روى أحاديث مناكير عن دويد بن نافع [راجع ترجمتهما في فضل