فيه؛ فإنه ذكر هذا في حق العادل في هذا الحديث؛ فإذا كان هذا حال العادل فما ظنك بالجائر؟
فكأن شدة الحساب والعقاب تعم جميع القضاة، إلا ن العادل ينجيه الله تعالى بعدله، والجائر يبقى في وبال ما فعل.
[٩] ذكر عن صعصعة بن صوحان أنه قال:
خطبنا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه -بذي قار على ظرب. وذي قار اسم موضع وظرب بالظاء رأس جبل، ويروى بالضاد، وهو تل؛ فإنهم كانوا يخطبون على الجبال والتلال؛ ليكون أبلغ وأشهر في الأسماع، ولهذا جرت العادة باتخاذ المنابر.
قال: وعلى رأسه عمامة سوداء.
وإنما تعمم بعمامة سوداء اقتداء برسول الله -صلى الله عليه وسلم -، فإن النبي عليه الصلاة والسلام كان على رأسه يوم فتح مكة عمامة سوداء، وعصب عليها عصابة حمراء.