لأن الوعيد في الآخرة لا يعرف بالرأي وإنما يعرف بالسماع من رسول الله -عليه الصلاة والسلام -فصار كالمرفوع إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم -. ففي الحديث دليل على أن الوعيد المذكور للقضاة يتناول الحكم أيضا.
وفائدة الحديث التحذير عن طلب القضاء؛ فإن أشد ما يكون من الاستخفاف أن يكون غيره آخذا بقفاه.
ثم تكلموا في معنى قوله: ينظر إلى الله تعالى من وجهين:
منهم من يقول: لم يرد به حقيقة النظر، وإنما أراد به أن ينظر أمر الله تعالى فيه؛ ليمتثل أمر الله تعالى.
ومنهم من يقول: أراد به حقيقة النظر؛ وهي الرؤية.
ثم تكلموا في الرؤية: أن الرؤية لبني آدم دون الملائكة أم لهما؟ وترك الخوض فيه أحوط.
وقوله: في مهواة سبعين خريفا، ولم يرد به حقيقة السبعين، وإنما أراد به المبالغة، فإن هذه عادة العرب أن من أراد المبالغة في شيء فإنه يذكر السبعين والأربعين.