ثم قوله: لأجر حكم عدل … الحديث إشارة إلى ما ذكرناه من قبل أن في نبي إسرائيل كان إذا فرغ الرجل نفسه لعبادة [ربه] ستين سنة ترجى له النبوة، ويصير عظيم الشأن في ما بينهم، ولا نبي في شريعتنا بعد نبينا -عليه الصلاة والسلام -، فيكون ثواب القضاء بحق موازيا ثواب من فرغ نفسه لعبادة ستين سنة، ويكون هذا أفضل بهذا الحديث.
ولأنا قد ذكرنا من قبل أن القضاء بحق أفضل من الجهاد في سبيل الله، والجهاد في سبيل الله أفضل من التخلي لنفل العبادة، فلأن يكون القضاء بحق أفضل من التخلي لنفل العبادة أولى.
ثم قال الحسن: نعم أنه يدخل من عدله في ذلك اليوم على كل أهل بيت من المسلمين خيرًا، وإنما يكون كذلك لأن بالعدل يمطرون، وبالجور يقحطون، فكان نفع القضاء بحق راجعا إلى كل المسلمين.
[٢٣] ذكر عن أبي عبيدة قال:
إن الحكم العدل يسكن الأصوات عن الله تعالى، وأن الحكم الجائر تكثر منه الشكاية إلى الله تعالى.