أورد الحديث، ليبين جواز الأعداء بمجرد الدعوى، ألا ترى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قام بنفسه بمجرد الدعوى.
إلا أن اليوم القاضي لا يقوم بنفسه؛ لوجهين:
أحدهما: لكثرة الخصوم.
والثاني: أن حشمة القاضي بمجلسه وأعوانه، فلو قام مع الكل، يكون فيه حرج، ولو قام بنفسه يستخف به فلا يحصب المقصود.
[٤٦٩] ذكر عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه خطب الناس، فقال: أنه بلغني أن في بيت فلان وفلان شرابًا، لرجل من قريش، ورجل من ثقيف، فسمى الثقفي مرشدًا وأني آتي بيوتهما، فإن كان حقًا أحرقتهما.
فسمع القرشي بذلك فحذر، وأخرج ما في بيته ولم يفعل الثقفي.
قال: فأتى بيت القرشي، فلم يجد فيه شيئًا، وأتى بيت الثقفي،