وقال ابن معين: "حديث سفيان، وشعبة الحجاج، وحماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب: مستقيم، وحديث جرير بن عبد الحميد، وأشباه جرير: ليس بذاك لتغير عطاء في آخر عمره" [تاريخ الدوري (٢/ ٤٠٣)، الكامل (٥/ ٣٦٢)، التمهيد (١/ ١٠٩)].
وقال يعقوب بن سفيان الفسوي: "ثقة، حديثه حجة، ما روى عنه سفيان، وشعبة، وحماد بن سلمة، وسماع هؤلاء سماع قديم، وكان عطاء تغير بآخرة، فرواية جرير وابن فضيل وطبقتهم: ضعيفة" [المعرفة والتاريخ (٣/ ٨٤)].
وقال ابن معين أيضًا: "وحماد بن سلمة سمع من عطاء بن السائب قديمًا قبل الاختلاط" [سؤالات ابن الجنيد (٨٨٢)، شرح العلل (٢/ ٧٣٥)].
وقال الطحاوي: "وإنما حديث عطاء الَّذي كان منه قبل تغيره: يؤخذ من أربعة لا من سواهم: وهم شعبة، وسفيان الثوري، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد" [التقييد والإيضاح (٤٢٣)، الكواكب النيرات (٧٢)].
وقال حمزة بن محمد الكناني في أماليه: "حماد بن سلمة: قديم السماع من عطاء" [نفس المصدرين].
وقال ابن الجارود في الضعفاء: "حديث سفيان، وشعبة، وحماد بن سلمة، عنه: جيد [يعني: قبل الاختلاط]، وحديث جرير وأشباه جرير: ليس بذاك" [التهذيب].
• والحاصل: أن ابن معين، وأبا داود، والطحاوي، والدارقطني، وحمزة الكناني، ويعقوب بن سفيان، وابن الجارود: ذكروا أن حماد بن سلمة قديم السماع من عطاء بن السائب، وأن سماعه منه كان قبل الاختلاط؛ فحديثه عنه إذًا صحيح، مثل سفيان، وشعبة.
لكن نقل العقيلي في الضعفاء الكبير (٣/ ٣٣٩)، بإسناد صحيح إلى علي بن المديني قال: قلت ليحيى [يعني: ابن سعيد القطان]: وكان أبو عوانة حمل عن عطاء بن السائب قبل أن يختلط؟ فقال: كان لا يفصل هذا من هذا، وكذلك حماد بن سلمة، وكان يحيى لا يروي حديث عطاء بن السائب إلا عن شعبة وسفيان، قال يحيى: قلت لأبي عوانة، فقال: كتبت عن عطاء قبل وبعد فاختلط علي".
ونقله ابن رجب في شرح العلل (٢/ ٧٣٥) فقال: "ونقل ابن المديني عن يحيى بن سعيد: أن أبا عوانة، وحماد بن سلمة، سمعا منه قبل الاختلاط وبعده، وكانا لا يفصلان هذا من هذا، خرجه العقيلي".
وقال ابن القطان الفاسي فيما تقدم نقله قريبًا في بيان الوهم والإيهام (٣/ ٢٧٢) اعتمادًا على هذا النقل عند العقيلي: "وحماد بن سلمة إنما سمع من عطاء بعد اختلاطه"، وقال أيضًا: "وقد نص العقيلي على حماد بن سلمة أنَّه ممن سمع منه بعد الاختلاط، وأما أبو عوانة فسمع منه في الحالين".
قلت: ليس هذا كلام العقيلي، وإما نقله عن يحيى بن سعيد القطان في التسوية بين حماد وأبي عوانة.