للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأحاديث (١٧٣ - ١٧٥)، ووعدنا بالكلام على مسألة تفريق الغسل في هذا الموضع، وهذا أوان الشروع فيه؛ فالله المستعان، وعليه التكلان:

وروي في هذا الباب أحاديث صريحة؛ لكن لا يصح منهما شيء، فمنها:

١ - محمد بن عبيد الله العرزمي، عن الحسن بن سعد، عن أبيه، عن علي - رضي الله عنه -، قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! إني اغتسلت من جنابة، فصليت الفجر، فلما أصبحت رأيت في ذراعي قدر موضع الظفر لم يصبه الماء؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو مسحت عليه بيك أجزأك".

أخرجه ابن ماجة (٦٦٤)، والبيهقي في الخلافيات (٣/ ١٦ / ٨٧٦)، والضياء في المختارة (٢/ ٩٢/ ٤٦٩)، والمزي في التهذيب (١٠/ ٣٠٥).

قال البيهقي: "محمد بن عبيد الله العرزمي: متروك"، وهو كما قال؛ فالإسناد واهٍ لأجله.

وسعد بن معبد: والد الحسن بن سعد: في عداد المجهولين، لم يرو عنه سوى ابنه الحسن، ذكره ابن حبان في الثقات (٤/ ٢٩٨)، وقال الذهبي: "يجهل" [التهذيب (١/ ٦٩٨)، الميزان (٢/ ١٢٥)، التقريب (٢٢١)، وقال: "مقبول"، ولم يتابع عليه].

والحديث ضعفه أيضًا البيهقي في السنن الكبرى (١/ ٢٣٧)، وعده الذهبي في منكرات العرزمي في الميزان (٣/ ٦٣٦)، وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (١/ ٨٥): "هذا إسناد ضعيف؛ لضعف محمد بن عبيد الله، رواه مسدد في مسنده، عن أبي الأحوص [يعني: عن العرزمي] بإسناده ومتنه".

قلت: بل ضعيف جدًّا.

٢ - أبو علي الرحبي، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اغتسل من جنابة فرأى لمعة لم يصبها الماء، فقال بجمته فبلها عليها.

وفي رواية: فعصر شعره عليها.

أخرجه ابن ماجة (٦٦٣)، وأحمد (١/ ٢٤٣)، وابن أبي شيبة (١/ ٤٦/ ٤٥٦)، وعبد بن حميد (٥٧٠)، والبيهقي في الخلافيات (٣/ ١٧/ ٨٧٧ و ٨٧٨).

قال البيهقي: "أبو علي الرحبي؛ هو: حسين بن قيس، ويقال: حنش، ترك أحمد بن حنبل حديثه"، وضعفه أيضًا في السنن الكبرى (١/ ٢٣٧).

وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (١/ ٨٥): "هذا إسناد ضعيف؛ أبو علي الرحبي اسمه حسين بن قيس، أجمعوا على ضعفه".

قلت: بل هو حديث منكر، تفرد به أحد المتروكين: الحسين بن قيس الرحبي أبو علي الواسطي، ولقبه: حنش: متروك، منكر الحديث، قال البخاري: "أحاديثه منكرة جدًّا، ولا يكتب حديثه" [التهذيب (١/ ٤٣٤)]، تفرد به عن عكرمة مولى ابن عباس، المدني، الَّذي روى عنه خلق كثير من الثقات، فلم يتابع أحد منهم هذا المتروك عليه، وقد

<<  <  ج: ص:  >  >>