ضعف الإمام أحمد حديثه هذا فقال: "ذاك"، ولم يصححه [المغني (١/ ١٤١)، مجموع الفتاوى (٢١/ ١٦٥)].
٣ - يحيى بن عنبسة: ثنا أبو حنيفة، عن حماد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله أبن مسعود]، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اغتسل من الجنابة، فبقيت لمعة في جسده، فقيل له: يا رسول الله! هذه لمعة في جسدك لم يصبها الماء، قال: فأومأ إلى بلل شعره فبله به، فأجزأه ذلك.
أخرجه أبو نعيم في مسند أبي حنيفة (٨٢)، والبيهقي في الخلافيات (٣/ ١٨ - ١٩/ ٨٧٩).
وقال: "يحيى بن عنبسة هذا كان يتهم بوضع الحديث، وإنما يروى عن إبراهيم من قوله في الوضوء: إن كان في اللحية بلل مسح برأسه".
وضعفه أيضًا في السنن الكبرى (١/ ٢٣٧).
قلت: هذا حديث باطل موضوع.
يحيى بن عنبسة: دجال وضاع [اللسان (٦/ ٣٣٣)، الميزان (٤/ ٤٠٠)].
وقول إبراهيم هذا؛ رواه عبد الرزاق (١/ ١٧/ ٤٨)، وابن أبي شيبة (١/ ٢٨/ ٢١٤)، بإسناد صحيح إلى إبراهيم النخعي.
وعند ابن حبان في المجروحين (٣/ ١٢٤)، وابن عدي في الكامل (٧/ ٢٥٥)، مثال آخر من أقوال إبراهيم النخعي التي رفعها يحيى بن عنبسة هذا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وليست من كلامه - صلى الله عليه وسلم -.
٤ - ولابن مسعود - رضي الله عنه - فيه إسناد آخر:
يرويه إسحاق بن موسى: نا عاصم بن عبد العزيز: نا محمد بن زيد بن قنفذ التيمي، عن جابر بن سيلان، عن ابن مسعود: أن رجلًا سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الرجل يغتسل من الجنابة، فيخطئ الماء بعض جسده؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يغسل ذلك المكان، ثم يصلي" ..
أخرجه أبو يعلى في مسنده الكبير (١/ ١٠٨/ ١٧٩ - مطالب)، والطبراني في الكبير (١٠/ ٢٣١/ ١٠٥٦١)، وفي الأوسط (٨/ ٩٧/ ٨٠٨٤)، والبيهقي في السنن الكبرى ١/ ١٨٤).
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن ابن مسعود إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو موسى الأنصاري"، يعني: إسحاق بن موسى.
وقال البوصيري في الإتحاف (١/ ٢٥٧/ ٧٥٨): دارواه أبو يعلى بسند ضعيف؛ لجهالة التابعي".
وقال ابن رجب في فتح الباري (١/ ٢٩٣): "رجاله كلهم مشهورون، خلا جابر بن سيلان، وقد خرج له أبو داود، ولم نعلم فيه جرحًا، ولا أنَّه روى عنه سوى محمد بن زيد".