للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الَّذي يظهر لي والله أعلم: أن الحسن بن عمرو هذا هو الباهلي الَّذي ترجم له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل بقوله (٣/ ٢٦): "الحسن بن عمرو بن عون [وفي نسخة: الحسن بن عمرو أبو عون]، الباهلي البصري، روى عن يزيد بن زريع، سمع منه أبي بالبصرة، أيام أبي الوليد، روى عنه: أبي، وأبو زرعة، سئل أبي عنه فقال: "صدوق" ا هـ.

وهو الَّذي رضيه ابن معين، لكن خلطه ابن عدي بالحسن بن عمرو بن سيف العبدي: المتروك، فشُبِّه عليه، وقال في ترجمة الأخير: "وأحاديثه حسان، وأرجو أنَّه لا بأس به؛ على أن يحيى بن معين قد رضيه".

ثم أسند إلى عبد الله بن الدورقي قوله: "ذهب يحيى بن معين معنا إلى الحسن بن عمرو الباهلي، سمع منه ما فات عباس النرسي من تفسير قتادة، وكان يرضاه".

وشتان بين الباهلي، والعبدي؛ فإن نسب الباهلي يرجع إلى ولد معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان [الأنساب (١/ ٢٧٥)، اللباب (١/ ١١٦)].

ونسب العبدي يرجع إلى عبد القيس بن أفصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان [الأنساب (٤/ ١٣٥)، اللباب (٢/ ٣١٤)].

فالباهلي من مضر، والعبدي من ربيعة، وشتان ما بينهما.

وعلى هذا فإن الحسن بن عمرو الباهلي؛ هذا: ثقة؛ روى عن: يزيد بن زريع، وجرير بن عبد الحميد، وسفيان بن عبد الملك المروزي، وعبد الله بن الوليد العدني، وهشيم بن بشير، ووكيع بن الجراح، وحماد بن زيد.

وروى عنه: أبو داود، وأبو حاتم، وأبو زرعة الرازيان، وعثمان بن سعيد الدارمي، ومحمد بن يحيى [شيخ لابن أبي حاتم في التفسير (٢/ ٣٧٤/ ١٩٧٢ و ١٩٧٤)، وقال: "بياع السابري"]: ولعله الذهلي.

فإن قيل: فما الَّذي حملهم على القول بأن شيخ أبي داود هذا هو السدوسي، وليس الباهلي؟

• قلت: الحسن بن عمرو: شيخ مقل؛ روى له أبو داود خمسة أحاديث: أربعة في السنن (٥ و ٢٦٣ و ١٠٣٦ و ٤٣١٥)، وواحد في المراسيل (٢١٨)، ولم ينسبه في هذه المواضع كلها سوى الموضع الأول؛ قال أبو داود: "حدثنا الحسن بن عمرو -يعني: السدوسي- أخبرنا وكيع ... " بحديث عبد العزيز بن صهيب، عن أَنس، في الذكر عند دخول الخلاء، وهو حديث متفق على صحته.

وهذا - فيما يبدو لي - من تصرف الرواة عن أبي داود وأنهم هم الذين فسروا قوله: "حدثنا الحسن بن عمرو" فقالوا: يعني أبو داود به الحسن بن عمرو السدوسي؛ فنسبوه من عند أنفسهم سدوسيًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>