للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال الإمام الشافعي: "ولو أتى رجل امرأته حائضًا أو بعد تولية الدم، ولم تغتسل؛ فليستغفر الله، ولا يعد حتَّى تطهر وتحل لها الصلاة، وقد روي فيه شيء لو كان ثابتًا أخذنا به، ولكنه لا يثبت مثله" [الأم (٦/ ٤٣٩ - ط دار الوفاء). السنن الكبرى للبيهقي (١/ ٣١٩)، وعزاه له في كتاب أحكام القرآن، المعرفة (٥/ ٣٢٧)، وقال بأن الشافعي إنما أراد هذا الحديث، أعني: حديث شعبة هذا].

وقال البيهقي في السنن الكبرى بعدما أخرجه من طريق النضر بن شميل، عن شعبة به مرفوعًا: "وكذلك رواه يحيى بن سعيد القطان، وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف، عن شعبة، ورواه عفان بن مسلم، وسليمان بن حرب، عن شعبة: موقوفًا على ابن عباس ... [ثم أخرجه من طريقيهما ثم قال:] وكذلك رواه مسلم بن إبراهيم، وحفص بن عمر الحوضي، وحجاج بن منهال، وجماعة، عن شعبة: موقوفًا على ابن عباس، وقد بيَّن عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة أنَّه رجع عن رفعه بعدما كان يرفعه ... [ثم أخرجه من طريقه ثم قال:] فقد رجع شعبة عن رفع الحديث، وجعله من قول ابن عباس".

وقال البيهقي في المعرفة بعدما أخرجه من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن شعبة، به مرفوعًا، وحكى قول أبي داود قال: "وهو كما قال، فقد رواه عفان وجماعة عن شعبة موقوفًا، ورواه عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة موقوفًا، ثم قال: قيل لشعبة: إنك كنت ترفعه، قال: إني كنت مجنونًا فصححت، فرجع عن رفعه بعدما كان يرفعه".

• وقد ضعَّف الإمام أحمد هذا الحديث في رواية الخلال، وأبي داود:

أما رواية الخلال فقال فيها: الو صح الحديث كنا نرى عليه الكفارة، قيل له: في نفسك منه شيء؟ قال: نعم لأنَّه من حديث فلان، أظنه قال: عبد الحميد" [شرح سنن ابن ماجة لمغلطاي (٣/ ٩١٤)، حاشية ابن التركماني على سنن البيهقي (١/ ٣١٨ - ٣١٩)، المغني لابن قدامة (١/ ٣٥١)].

وأما رواية أبي داود فقال: "سمعت أحمد سئل عن الرجل يأتي امرأته وهي حائض؟ قال: ما أحسن حديث عبد الحميد فيه، قلت: فتذهب إليه؟ قال: نعم، إنما هو كفارة، قلت: فدينار أو نصف دينار؟ قال: كيف شئت" [مسائل أبي داود للإمام أحمد (١٧٧)، التمهيد (٢/ ٨٠)].

وقوله: "ما أحسن حديث عبد الحميد فيه": ليس تحسينًا للحديث أو تصحيحًا له، وإنما هو استغراب للحديث وتضعيف له، فقد قال الإمام أحمد لما سئل عن التسمية في الوضوء؟ قال: "أحسن شيء فيه حديث ربيح ... وقال أيضًا: "أحسن ما يروى في هذا حديث كثير بن زيد ثم هو قد ضعفه فقال: "لا أعلم فيه حديثًا يثبت، أقوى شيء فيه: حديث كثير بن زيد عن ربيح، وربيح رجل ليس بمعروف" [راجع تخريج حديث التسمية على الوضوء برقم (٥٥)، في تخريج أحاديث الذكر والدعاء (١/ ١٠٣)].

وقال في العلل ومعرفة الرجال برواية المروذي (٣): "ليس أحد أثبت ولا أعرف

<<  <  ج: ص:  >  >>