٢٩٣ - قال أبو داود: حدثنا عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج أبو معمر: حدثنا عبد الوارث، عن الحسين، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، قال: أخبرتني زينب بنت أبي سلمة: أن امرأة كانت تهراق الدم، وكانت تحت عبد الرحمن بن عوف: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرها أن تغتسل عند كل صلاة وتصلي.
وأخبرني: أن أم بكر أخبرته: أن عائشة قالت: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال - في المرأة ترى ما يريبها بعد الطهر -: "إنما هي - أو قال: إنما هو - عرق - أو قال: عروق -".
• الحديث الأول: مرسل؛ والحديث الثاني: ضعيف.
هما حديثان: أما الأول:
فأخرجه ابن الجارود (١١٥)، وابن حزم (٢/ ٢١١)، والبيهقي (١/ ٣٥١)، وابن عبد البر (٦/ ٤٥)، والخطيب في المبهمات ص (٦٠).
قال ابن الجارود: "ورواه معمر وهشام فقالا: عن يحيى، عن أبي سلمة: أن أم حبيبة".
وقال البيهقي: "كذلك رواه حسين المعلم، وخالفه هشام الدستوائي فأرسله".
• قلت: اختلف فيه على يحيى بن أبي كثير:
١ - فرواه الحسين بن ذكوان المعلم [ثقة ربما وهم، وهو من أثبت أصحاب يحيى بن أبي كثير، لكن في طبقة دون هشام الدستوائي]، عن يحيى، عن أبي سلمة، قال: أخبرتني زينب بنت أبي سلمة به هكذا.
٢ - ورواه الأوزاعي [ثقة إمام جليل؛ إلا أنَّه كان لا يقيم حديث يحيى بن أبي كثير، ولم يكن عنده في كتاب، إنما كان يحدث به من حفظه، ويهم فيه. شرح العلل (٢/ ٦٧٧)]، قال: ثنا يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أبو سلمة، وعكرمة مولى ابن عباس: أن زينب بنت أم سلمة كانت تعتكف مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي تهريق الدم، فأمرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تغتسل لكل صلاة.
أخرجه البيهقي (١/ ٣٥١).
وقال: "ورواه الأوزاعي عن يحيى، فجعل المستحاضة زينب بنت أم سلمة".
قلت: وهذا غلط بيِّن، قال الدارقطني في العلل (١٥/ ٣٨٤/ ٤٥٩١): "وقول الأوزاعي: وهم".
٣ - ورواه هشام بن أبي عبد المثه الدستوائي [ثقة ثبت، وهو أثبت من روى عن يحيى بن أبي كثير]، وحرب بن شداد [ثقة، من أصحاب يحيى]، وأبان بن يزيد العطار [ثقة، من أصحاب يحيى]، ومعمر بن راشد [ثقة، من أصحاب يحيى]: