رواه أربعتهم: عن يحيى بن أبي كثير: نا أبو سلمة: أن أم حبيبة بنت جحش [وروي: عن أم حبيبة، وهو وهم من بعض الرواة عنهم، كانت تهراق الدم، فسألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك؟ فأمرها أن تغتسل عند كل صلاة، وتصلي.
أخرجه الدارمي (١/ ٢٤٠/ ٩٠١)، وإسحاق بن راهويه (٤/ ٢٤٤ و ٢٤٥/ ٢٠٥٩ و ٢٠٦٠)، وأبو بكر الشافعي في فوائده [الغيلانيات] (١/ ٤٧٦/ ٥٨٧)، وابن حزم (٢/ ٢١١)، والبيهقي (١/ ٣٥١)، وابن عبد البر (٦/ ٤٥).
وهذا هو المحفوظ: عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة: أن أم حبيبة بنت جحش: مرسل.
ورواية حسين المعلم: شاذة لا يعول عليها.
قال ابن أبي حاتم في العلل (١/ ٥٠ / ١١٩): "وسألت أبي عن حديث رواه هشام ومعمر وغيرهما، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أم حبيبة: أنها استحيضت، فأمرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تغتسل لكل صلاة؟.
فلم يثبته؛ وقال: الصحيح: عن هشام الدستوائي، عن يحيى، عن أبي سلمة: أن أم حبيبة سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - . . . وهو مرسل؛ وكذا يرويه حرب بن شداد.
وقال الحسين المعلم: عن يحيى، عن أبي سلمة، قال: أخبرتني زينب بنت أم سلمة: أن امرأة كانت تهراق الدم ... وهو مرسل".
وقال في المراسيل (٩٥٠): "قال أبي: - رَحِمَهُ اللهُ -: أبو سلمة بن عبد الرحمن: لم يسمع من أم حبيبة" [وانظر: جامع التحصيل (٢١٣)، تحفة التحصيل (١٨٠)].
فإن قيل: إن هذا القول معارض بما رواه محمد بن الحسن الشيباني في كتاب "المبسوط" (١/ ٥٢٠): عن أيوب بن عتبة اليمامي قاضي اليمامة، قال: أخبرني يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، قال: سألت أم حبيبة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - عن المستحاضة؟ فقالت: تدع الصلاة أيام أقرائها، ثم تغتسل وتتوضأ لكل صلاة، وتصلي. موقوف.
فإن في هذه الرواية: إثبات سماع أبي سلمة من أم حبيبة.
فيقال: هنه الرواية منكرة؛ شديدة الضعف، خالف فيها أيوب بن عتبة - على ضعفه - أربعة من الثقات الحفاظ: هشامًا الدمشوائي، وحرب بن شداد، وأبان بن يزيد، ومعمر بن راشد.
خالفهم في إثبات السماع لأبي سلمة من أم حبيبة وروايتهم مرسلة.
وخالفهم في وقف الحديث على أم حبيبة، وروايتهم مرفوعة.
وخالفهم في متن الحديث كما هو ظاهر.
وأيوب بن عتبة اليمامي: الصحيح فيه التفصيل: فما حدث به باليمامة فإنه صحيح لأنَّه حدث به من كتابه، وكان كتابه من أصح الكتب، وما حدث به بالعراق فهو ضعيف؛