بذلك، كذلك قاله الليث بن سعد وابن عيينة والشافعي وغيرهم من الأئمة.
ويدل على أن أمرها بالغسل لم يعم كل صلاة؛ أن عائشة روت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرها أن تغتسل، وقالت عائشة: "فكانت تغتسل لكل صلاة"، فدل على أن عائشة فهمت من أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - غير ما فعلته المستحاضة، وعائشة راوية الحديث، وهي أفقه وأفهم من غيرها من النساء".
• ومما يؤكد شذوذ رواية حسين المعلم:
ما رواه هشام بن عروة، عن أبيه، عن زينب بنت أم سلمة: أن ابنة جحش كانت تحت عبد الرحمن بن عوف، وكانت تستحاض، فكانت تخرج من مركنها وإنه لعاليه الدم، فتصلي.
وفي رواية: رأيت ابنة جحش تخرج من المركن، والدم قد علا، ثم تصلي.
أخرجه الدارمي (١/ ٢٤٠/ ٩٠٤)، وإسحاق (٤/ ٢٤٦/ ٢٠٦٤)، وابن أبي شيبة (١/ ١٢٠/ ١٣٦٨).
هكذا رواه عبدة بن سليمان، وحماد بن سلمة، عن هشام فلم يعينا اسم المستحاضة.
ورواه مالك في الموطأ [(١/ ١٠٨/ ١٥٩)، رواية يحيى الليثي. (٩٣) رواية القعنبي]، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن زينب بنت أبي سلمة: أنها رأت زينب بنت جحش التي كانت عند عبد الرحمن بن عوف، وكانت تستحاض، فكانت تغتسل وتصلي.
هكذا قال مالك [في رواية القعنبي ويحيى الليثي]: "رأت زينب بنت جحش"، فسمى المستحاضة: زينب.
وأما في رواية أبي مصعب الزهري (١/ ٦٩/ ١٧٣)، فقد وافق مالك فيها عبدة وحماد، وقال: "رأت ابنة جحش"، فلا أدري ممن الوهم في ذلك؛ إذ من المعلوم أن التي بيانت تحت عبد الرحمن بن عوف إنما هي أم حبيبة بنت جحش، وليست زينب، كما جاء ذلك في رواية الزهري، عن عروة، وعمرة، عن عائشة: أن أم حبيبة بنت جحش ختنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتحت عبد الرحمن بن عوف استحيضت سبع سنين [مسلم (٣٣٤)، وراجع الحديث رقم (٢٨٥)].
ولا يصح عن زينب بنت جحش أم المؤمنين أنها استحيضت، راجع: رواية ابن أبي ذئب تحت الحديث رقم (٢٨٥).
قال أبو عمر ابن عبد البر في الاستيعاب (٣٤٩٩): "قد قيل: إن زينب بنت جحش استحيضت، ولا يصح، وفي الموطأ وهم: أن زينب بنت جحش استحيضت، وأنها كانت تحت عبد الرحمن بن عوف، وهذا غلط، إنما كانت تحت زيد بن حارثة، ولم تكن تحت عبد الرحمن بن عوف، والغلط لا يسلم منه أحد".
والشاهد: هو أن مالكًا، وعبدة بن سليمان، وحماد بن سلمة: رووا عن هشام بن