وأبو سالم الجيشاني: هو سفيان بن هانئ المصري ممن شهد فتح مصر ووفد على عليٍّ، وهو تابعي مخضرم، ثقة مشهور، وقد سمع من عبد الله بن عمرو كما ترى، وهما مرابطان معًا بحصن باب أليون؛ فالإسناد صحيح.
• تابع المفضل بن الفضالة على إسناده الأول:
عبد الله بن عياش، عن أبيه، عن شييم بن بيتان، عن شيبان بن أمية، عن رويفع بن ثابت، قال: كنت في مجلس فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: وكنت من أحدثهم سنًا، فنظر إلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "رويفع! لعله سيطول بك العمر، فأخبر الناس أنه من استنجى بروث دابة أو بعظم، أو تعلق وترًا -يريد تميمة-، أو عقد لحيته في الصلاة؛ فقد برئت منه ذمة محمد".
أخرجه ابن عبد الحكم في فتوح مصر (٤٦٩).
وعبد الله بن عياش بن عباس القتبانى: ضعيف [التهذيب (٢/ ٤٠٠)، الميزان (٢/ ٤٦٩)].
• وقد خالفهما:
حيوة بن شريح [ثقة ثبت فقيه زاهد. التقريب (٢٨٢)]، وابن لهيعة [ضعيف]:
فروياه: عن عياش بن عباس القتباني، أن شييم بن بيتان حدثه، أنه سمع رويفع بن ثابت يقول: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يا رويفع لعل الحياة ستطول بك بعدي، فأخبر الناس أنه من عقد لحيته، أو تقلد وترًا، أو استنجى برجيع دابة أو عظم؛ فإن محمدًا بريء منه".
أخرجه النسائي (٨/ ١٣٥ - ١٣٦/ ٥٠٦٧)، وأحمد (٤/ ١٠٨)، والطحاوي في شرح المعاني (١/ ١٢٣)، وابن الأثير في أسد الغابة (٢/ ٢٨٦).
وحيوة بن شريح المصري: ثقة ثبت فقيه، قدمه أبو حاتم على المفضل بن فضالة، فقال: "حيوة أعلى القوم، وهو ثقة، وأحب إليَّ من المفضل بن فضالة" [التهذيب (٢/ ٤٨٧)].
وعلى هذا فروايته المتصلة مقدمة على رواية المفضل وابن عياش، ولم ينفرد بذلك حيوة -وإن كان لا يضره التفرد-، فقد تابعه ابن لهيعة على ذلك، فاتصل الإسناد برواية الثقات، فهو إسناد مصري صحيح، وصح الحديث والحمد لله.
والحديث جوَّد إسناده النووي في المجموع (١/ ٣٥٩) و (٢/ ١٣٥)، وابن الملقن في البدر المنير (٢/ ٣٥٢).
وقد وهم فيه ابن لهيعة حيث رواه مرة: عن عياش بن عباس، عن شييم بن بيتان، عن أبي سالم، عن شيبان بن أمية، عن رويفع بن ثابت الأنصاري: أنه غزا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: وكان أحدنا يأخذ الناقة على النصف مما يغنم، حتى أن لأحدنا القاخ وللآخر النصل والريش.
أخرجه أحمد (٤/ ١٠٨).